الحكومة تتبرأ منها ونشطاء يستغربون حملة “التملق”.. صور الملك سلمان تغزو العاصمة التونسية

لم يتوقف الجدل في تونس حول زيارة عدد من الزعماء العرب للبلاد، للمشاركة في القمة العربية، حيث أثارت لوحات عملاقة انتشرت في مناطق مختلفة من العاصمة التونسية، غضب عدد كبير من التونسيين، فيما حاولت الحكومة “التبرؤ” منها، وتحميل المسؤولية لعدد من الشركات الخاصة، وخاصة أن هذه اللوحات تحمل أسماء عدد من وكالات السفر.

وينتشر حاليا في العاصمة التونسية – وخاصة في منطقة “المرسى” الراقية- لوحات إعلانية عملاقة تتضمن صورا للعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، مع عبارات ترحب بزيارته للبلاد.

وأثارت هذه اللوحات، التي تركّز على العاهل السعودي حصرا (رغم مشاركة أغلب الزعماء العرب في القمة)، حنق عدد كبير من التونسيين، حيث دوّن طارق الكحلاوي، القيادي السابق في حزب حراك تونس الإرادة: “في مدخل المرسى (إعلان لوكالة سفر، الأرجح مختصة في العمرة). هل يمكن لأي شركة نشر أي إعلان تريده حتى عندما يكون دعاية لنظام دموي وتقرب رئيس البلاد إليه؟ هل القمة العربية هي قمة السعودية في تونس أم قمة تهم كل العرب؟”.

وكتب المحامي مالك بن عمر على صفحته في موقع فيسبوك “هذه اللوحات الإعلانية تتكرر ذهابا و ايابا، وهي تابعة لشركة سفر ترحب بالملك “أبا منشار”. هل يصح أن تعمل شركات تونسية دعاية لملك دولة أجنبية؟ مظاهر التملق في بلادنا غير مقبولة. تونس بلاد مستقلة وعندها سيادة، لا تُرفع فيها صور قادة دول اجانب. الدولة هي الوحيدة التي تملك الحق في التصرف في العلاقات الخارجية والدبلوماسية واختيار أشكال الترحيب. أين هي البلدية والوالي؟ يجب إزالة هذه اللوحات فورا”.

وكتب الباحث نور الدين الغيلوفي “في تونس بلاد الثورة الأولى تعقد جامعة الدول العربية اجتماعا لها يحضره رؤساء وملوك مجرمون سفّاحون قَتَلة سحقوا شعوبهم وقهروا معارضيهم ولاحقوهم في أصقاع الدنيا (…) في تونس البلد الديمقراطي العربي الوحيد لا بدّ أن يخرج المجتمع المدني لإزعاج هؤلاء الأوغاد. نحتاج أن نمارس ضدّهم جرأتنا باللغة العربية فوق تراب عربيّ. وأن نعلّم شعوبهم أن المجرمين لا يصلحون لحكم الشعوب. ولا معنى لأن نخشاهم. عسى أن تجد الشعوب العربية من روح الشعب التونسيّ وتنتفض لكنس تلك العوائق من طريقها”.

فيما اعتبر نشطاء، انتشار هذا النوع من اللوحات هو “خوف” النظام السعودي من خروج تظاهرات تندد بحضور العاهل السعودي، شبيه بتلك التي وقعت خلال زيارة ولي عهد الأمير محمد بن سلمان.

فيما أكد سليم المحرزي، رئيس بلدية المرسى أن المعلقات الإعلانية لا تتبع للبلدية، وتعهد بإزالتها، مشيرا إلى أنها تمثل “إهانة” إلى تونس وشعبها. وأضاف أن تونس ترحب بجميع الضيوف المشاركين في القمة العربية، لكن استنكر الترحيب بالعاهل السعودي دون غيره من الزعماء العرب.

وذكرت مصادر إعلامية، نقلا عن صاحب إحدى الشركات الإعلانية، أن اللوحات الإعلامية المذكورة تتبع لبدية تونس ووزارة التجهيز، مشيرة إلى أن هذا الأمر تم بالتنسيق مع السفارة السعودية التي أرادت “الاحتفاء” بزيارة ملك السعودية على طريقتها.

ويتوقع أن يرافق العاهل السعودي في زيارته إلى تونس وفد ضخم يضم حوالي ألف شخص بينهم مسؤولون سعوديون ورجال أعمال وإعلاميون. ويُتوقع أن يتم توقيع عدد من الاتفاقيات ذات الطابع الاقتصادي بين البلدين.

وكان وزير التجارة التونسي عمر الباهي أكد أن بلاده ستسعى خلال القمة الحالية لتفعيل المشاريع الخليجية الكبرى المُعطلة في البلاد.

يُذكر أن نشطاء تونسيون أطلقوا أخيرا حملة إلكترونية لتنظيم تظاهرات تندد بزيارة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي يشارك أيضا في القمة العربية الثلاثين التي تستضيفها تونس نهاية الشهر الجاري.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *