الوضع في سوريا

كل ما يقوله مسترزقو اليوتيوب والشاشات عن تغييير كبير قادم لسورية، كذب، وكل من يقول أن التظاهر السلمي والحل السياسي والقرار ٢٢٤٥ سيسقط النظام، كذاب، أو على الأقل واهم وهماً كبيراً، للأسباب التالية :

في سورية ١٠ جيوش أجنبية : أمريكا وفرنسا وبريطانيا والبككة وتركيا وروسيا وإيران وإسرائيل والميليشيات الشيعة العراقية وميليشيا حزب الله اللبناني. كل جيش مسيطر على جزء من سورية يحقق له ما يريد من سورية، ولا يوجد أي سبب أو أي ضغط (لا عسكري ولا اقتصادي ولا سياسي ولا معنوي أو أخلاقي) لتغيير القسمة الحالية :

١- أمريكا (وفرنسا وبريطانيا) تريد النفط والغاز وحماية الكيان الكردي، وهذا مؤمن لها بالوضع الحالي.

٢- روسيا تريد خاصة قواعد عسكرية على البحر المتوسط (حلم حياتها)، والوضع الحالي يحقق لها هذا الحلم الغالي.

٣- إيران (وحزب الله اللبناني، والميليشات الشيعية العراقية) تريد بالحد الأدنى ممر بري عريض بين العراق ولبنان، وتريد الأماكن الشيعية المقدسة في سورية، والوضع الحالي يؤمن لها أكثر من الحد الأدنى مما تريد.

٤- ميليشيات البككة-البيدة-قسد الكردية، تريد السيطرة على أكبر جزء ممكن من سورية لإقامة كيان انفصالي كردي. وفي الوضع الحالي هي تسيطر على أضعاف المناطق الكردية في سورية (تسيطر على ربع مساحة سورية، وثلثي ثرواتها) وهي الرابح الأكبر من الوضع الحالي.

٥- تركيا تريد حاجز بينها وبين الكيان الكردي، وتصغير هذا الكيان وحرمانه من عفرين (المنطقة الوحيدة في سورية التي يمكن تسميتها بأنها كردية بنسبة تقترب من ١٠٠٪ ) والوضع الحالي يعطي تركيا جزء كبير مما تريده.

٦- إسرائيل تريد الجولان وسماء سورية (حق التحليق والقصف في كل مكان من سورية)، وهي حاصلة حالياً على ما تريد دون أن ينازعها أحد .

ولا طرف من الأطراف المسيطرة على سورية من مصلحته تغيير الوضع القائم. كل الأطراف رابحة من الوضع الراهن. فقط الشعب السوري متضرر ويتحرق على أحر من الجمر لتغيير الوضع الراهن، لكنه لا يملك أي أداة لتغيير الوضع، ولا حلفاء يدعمونه في حال تحرك لتغيير الوضع. لا أحد في العالم مهتم بما يعانيه السوريون من عذابات مريرة، ولا أحد في العالم يتعرض لأي ضغط لمساعدة السوريين أو دعمهم .

التظاهر السلمي والمفاوضات لم تستطع طوال سنوات، ولن تستطيع مهما امتدت، لا إسقاط النظام، ولا إسقاط عنصر من النظام. مفاوضات الحل السياسي مستمرة منذ ١١ سنة، ولم تستطع أن تحقق ولا واحد بالمليون من حقوق الشعب السوري. حصيلتها صفر مطلق. فالنظام وجماعته وداعموه و ٨٣٠ قاعدة عسكرية أجنبية في سورية، لا يفهمون لغة المظاهرات ولا المفاوضات.

كل الاطراف المسيطرة حاصلة على ما تريد، ببلاش تقريباً. لا يوجد خسائر ولا ثمن باهظ تدفعه هذه الأطراف، ولا ضغط عليها، لا عسكري ولا اقتصادي ولا سياسي ولا ضغط معنوي أو أخلاقي أو رأي عام ولا حتى ضغط إعلامي لتغيير الواقع الحالي. لا يوجد قتلى أمريكيين ولا روس ولا إسرائيليين ولا أتراك (إلا نادرا)، وإيران وحزب الله والمليشيات الشيعية العراقية لا قيمة للإنسان عندهم، أما البككة-قسد فترى أن إقامة وطن كردي على أضعاف ما لهم من سورية، ووضع يدهم على ثلثي ثروات سورية، أمر يستحق التضحيات، مهما كبرت.

لا تعيير في سورية، رغم الأوهام والأكاذيب التي لا يكف عن توزيعها على السوريين المتحرقين للخلاص، مسترزقو اليوتيوب والشاشات ووسائل التواصل والمحللون العسكريون ومرضى حب الظهور وادعاء الفهم والمعرفة، وأنصار التظاهر السلمي والحل السياسي التفاوضي وفق القرار ٢٢٥٤ .

شاهد أيضاً

300 ألف نازح من رفح وإسرائيل تواصل الغارات على جباليا

استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء السبت وفجر اليوم الأحد على مناطق سكنية شمالي قطاع غزة،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *