خاطرة ه. ب. دهبي
“وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”
ما أشبه الأمس باليوم. فقد تشتد علينا الظروف و نظن انها النهاية، فتوشك ان تكون البداية. نعم بداية خير و رفعة لهذه الأمة. و لكن عندما تحلك الدنيا و تضيق، فاعلم ان ذلك أمر الله ليميز الخبيث من الطيب. وعنذها وجب الصبر، و الا نضعف، بل و ألا نحزن و نحتفظ بالروح المعنوية عالية. حتى نحافظ على توازن أفكارنا و عقولنا و بالتالي الرجاحة في التخطيط.
و رجوعا لتفسير الآية فقد قال أبو جعفر: وهذا من الله تعالى ذكره تعزيةٌ لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما أصابهم من الجراح والقتل بأحد.
قال: ” ولا تهنوا ولا تحزنوا “، يا أصحاب محمد، يعني: ولا تضعفوا بالذي نالكم من عدوكم بأحد، من القتل والقروح – عن جهاد عدوكم وحربهم.
من قول القائل: ” وهنَ فلان في هذا الأمر فهو يهنُ وَهْنًا “.
” ولا تحزنوا “، ولا تأسوْا فتجزعوا على ما أصابكم من المصيبة يومئذ، فإنكم ” أنتم الأعلون “، يعني: الظاهرُون عليهم، ولكم العُقبَى في الظفر والنُّصرة عليهم =” إن كنتم مؤمنين “، يقول: إن كنتم مصدِّقي نبيي محمد صلى الله عليه وسلم فيما يَعدكم، وفيما ينبئكم من الخبر عما يؤول إليه أمركم وأمرهم.
الشجرة عندما تتساقط أوراقها .. لا تبكي وﻻ تنكسر ، بل تظل متشبثه بهذه الأرض .. تنتظر المطر ، وهي على ثقة ..
بأنها ستثمر من جديد !! تفاءلوا ولا تيأسوا .. وثقوا بأن الله لن ينسانا .. مهما ساءت الأحوال…