من اهتدى زاده الله من فضله

” وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ ”

وترتيب الوقائع في الآية يستوقف النظر .. فالذين اهتدوا بدأوا هم بالاهتداء، فكافأهم الله بزيادة الهدى، وكافأهم بما هو أعمق وأكمل { وآتاهم تقواهم } .

والتقوى حالة في القلب تجعله أبداً واجفاً من هيبة الله ، شاعراً برقابته ، خائفاً من غضبه ، متطلعاً إلى رضاه ، متحرجاً من أن يراه الله على هيئة أو في حالة لا يرضاها .. هذه الحساسية المرهفة هي التقوى .. وهي مكافأة يؤتيها الله من يشاء من عباده ، حين يهتدون هم ويرغبون في الوصول إلى رضى الله .

فمنْ يتقي الله و يأتمر بأمره مما جاء في القرآن، يزيده، بأنْ يجعل له هو فرقاناً آخر خاصاً به، فرقاناً يهديه وينير له الطريق ويُميز به بين الأشياء.
ما عليك في مسألة التقوى إلا أنْ تسير إليها تقصدها لتفعل وتطيع، ثم ستجدها هي التي تسعى إليك وتطلبك.

يقول السعدي: بين الله حال المهتدين، فقال: { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا } بالإيمان والانقياد، واتباع ما يرضي الله { زَادَهُمْ هُدًى } شكرا منه تعالى لهم على ذلك، { وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ } أي: وفقهم للخير، وحفظهم من الشر، فذكر للمهتدين جزاءين: العلم النافع، والعمل الصالح.
وآتاهم تقواهم أي ألهمهم إياها و يقول المفسرون : فيه خمسة أوجه : أحدها : آتاهم الخشية ، قاله الربيع . الثاني : ثواب تقواهم في الآخرة ، قاله السدي . الثالث : وفقهم للعمل الذي فرض عليهم ، قاله مقاتل . الرابع : بين لهم ما يتقون ، قاله ابن زياد والسدي أيضا . الخامس : أنه ترك المنسوخ والعمل بالناسخ.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *