الخليفة الذي قتل و لم تسمع عنه

بقلم احمد خيري العمري بتصرف من مجلة الامة

من بين كل الخلفاء الذين تم اغتيالهم في تاريخنا، هناك خليفة واحد لم ينتبه لوفاته أحد
ولم يتم التحقيق في جريمة قتله قط.. لم يتهم أحد، ولم يعاقب بالتالي أحد..
الخليفة الوحيد الذي لا بواكي له…

ربما لأن موته كان بطيئا وبالتدريج، ربما لأنه مات مسموما ولأن السم كان من النوع الذي لا يقتل إلا بعد فترة طويلة…
رغم ذلك، كانت نتيجة وفاة هذه الخليفة كارثية بكل المقاييس..

لم تعرفه؟

انظر إلى المرآة.. وسترى في انعكاسها صورته…
لقد قتلوا “الخليفة” في داخلك.. قتلوا الإنسان الفاعل القادر ،المؤمن بنفسه كجزء من إيمانه بالله الذي نصبه ليكون الخليفة.. فالاستخلاف يشكل بداية الوجود الإنساني على الأرض، الذي أعلن عنه الله -جل جلاله- أمام ملائكته: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الاََرْضِ خَلِيفَةً) [سورةالبقرة/الآية:29]

وظيفتك ان تسعى لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه وهداية الناس. فكل إصلاح في الأرض بالعدل والإنصاف هو من الاستخلاف.

و السعي لجمع قلوب المسلمين ولرأب الصدع بينهم ولتوحيد كلمتهم على الحق وللتقارب بين قلوبهم، فكل ذلك من الاستخلاف الذي لا بد أن يحققه الإنسان في الأرض، قبل أن ينصرف منها إلى الدار الآخرة، وكذلك فإن النفع العام مطلقا كالحفاظ على ممتلكات الدولة، والحفاظ على مصالح الشعوب ورعايتها وإحسان تمثيلها كل ذلك من الاستخلاف في الأرض.

و لكن بعد أن قتلوا فينا كل ذلك، كان من السهل عليهم أن يفعلوا كل شيء..

وأي شيء..

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *