مطالبات في ألمانيا بتوفير الحماية للمسلمين.. وبرلين تدين حادث نيوزيلندا الإرهابي بشدة

عمت الصدمة والأسى بين المسلمين في ألمانيا بعد الهجوم الارهابي ضد مسجدين في نيوزيلندا، حيث أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن تعازيها في ضحايا الهجوم وقالت الجمعة عقب لقاء مع قيادات اتحادات اقتصادية ألمانية في مدينة ميونخ: “الأمر يدور هنا حول هجوم غادر على مصلين ودور عبادتهم… إنه هجوم موجه ضد المسلمين. إنه بالتالي هجوم على الديمقراطية النيوزيلندية وعلى المجتمع المنفتح المتسامح… نقاسم هذه القيم مع نيوزيلندا، وبالتالي نتشارك أيضا الصدمة والإدانة لهذا الفعل المفزع”. وتابعت المستشارة الألمانية ميركل: ” أشعر بحزن عميق من أجل الضحايا الذين سقطوا بسبب العنصرية والكراهية. نقف جنبا إلى جنب ضد هذا النوع من الإرهاب”.

وكان المتحدث باسم ميركل، شتيفن زايبرت، كتب على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “أتابع بصدمة كبيرة الأنباء من كرايستشيرش… أشاطر النيوزيلنديين الحزن على مواطنيهم الذين تعرضوا للهجوم خلال أداء صلاوتهم بسلام في مساجدهم، وقُتلوا بدافع الكراهية العنصرية”. كما استهل مجلس الولايات الألماني (بوندسرات) جلسته اليوم بدقيقة صمت على أرواح الضحايا. كما قال رئيس المجلس دانيل غونتر: “ندين بأشد درجة هذا العنف العبثي… مواساتنا للمصابين وأسر القتلى والأمة بأكملها”.

وأعلنت الشرطة النيوزيلندية اليوم أن حصيلة قتلى إطلاق النار على مسجدين في مدينة كرايستشيرش ارتفعت إلى 50 شخصا على الأقل. ووجهت اتهامات بالقتل إلى رجل في أواخر العشرينيات من عمره، ومن المقرر أن يمثل أمام محكمة في كرايستشيرش، السبت.

جمعيات اسلامية ألمانية أعلنت شجبها الشديد لما حصل مطالبة الحكومة الألمانية في الوقت ذاته بحماية المسلمين في ألمانيا ومنع حصول مثل هذا الأمر على الأراضي الألمانية خاصة مع تزايد تأييد اليمين داخل المجتمع الألماني.

وفي تصريح خص به “القدس العربي”، قال أحمد عويمر الناطق الإعلامي للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا إن هذا الحادث يمثل أن الارهاب لا يعرف دينا أو عرقا أو لونا وأن الجميع مستهدف به، وطالب عويمر السلطات الألمانية بتوفير حمايتها للمسلمين مؤكدا أن المجلس الأعلى يرصد أية اعتداءات أو مضايقات ضد المسلمين في ألمانيا ويحاول ايجاد حلول لها من خلال تنسيقه المباشر مع الحكومة وأعضاء البرلمان في ألمانيا.

كما أدان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الحادثة وأكد وقوفه مع ضحايا الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا. وقال ماس: “الهجوم الإرهابي الوحشي استهدف المسلمين وهم يصلون في المسجد. إنّ كان الإنسان يُقتل لدينه واعتقاده، إذا هذا الهجوم يستهدفنا جميعاً، نحن نقف مع الذين فقدوا حياتهم”.

كما أدانت أنيغريت كرامب-كارنباور، رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي المنتمية إليه المستشارة، الهجوم. وكتبت على “تويتر” الجمعة أنه بصرف النظر عن الجهة الموجه ضدها الكراهية والعنف والإرهاب، “في النهاية يموت أشخاص ويفقد أطفال آباءهم ويفقد آباء أطفالهم. لا يمكن أن يكون هناك تفسير لذلك، ولا ينبغي أن يكون له عذر”.

وفي سياق متصل أعلن وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر تعزيز صلاحيات هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في مراقبة متطرفين مشتبه بهم عبر الإنترنت. وبحسب القناة الاخبارية الثانية فقد أحالت وزارة الداخلية الأسبوع الماضي مشروع قانون لـ”تحديث الهيئة الاتحادية لحماية الدستور” إلى وزارات أخرى. وبحسب بيانات الوزارة، فإنه من المقرر أيضا السماح للاستخبارات الداخلية بالتنصت على مصادر الاتصالات الهاتفية، والتي تتيح إمكانية التنصت على المحادثات والرسائل الصوتية المشفرة.

وكانت مؤسسات وشخصيات ألمانية قد تلقت في الأشهر الأخيرة نحو مئة رسالة عبر البريد الإلكتروني تتضمن اشارات نازية، بما في ذلك تهديدات بالتفجير والقتل، بحسب ما ذكرت صحيفة “سودويتشه تسايتونغ” وإذاعة “نورديتشر”.

وتختلف الحسابات التي استخدمت، لكن رسائل البريد الإلكتروني تعتمد اللهجة والصيغ ذاتها مثل “الهجوم الاشتراكي الوطني” و”فرماخت” لقب الجيش إبان الحقبة النازية، أو شارة مجموعة من النازيين الجدد تعرف باسم “القومية الاشتراكية السرية”.

وإحدى هذه الرسائل كانت السبب في إخلاء وتفتيش وقائي لمحطة قطار لوبيك (شمال) ومكتب الضرائب في غيلسنكيرشن (غرب) في وقت سابق هذا الأسبوع، وفقًا للصحيفة الألمانية.

الصحف الألمانية أبدت تعاطفها الشديد مع الضحايا وأدانت الحادثة بشدة، وكان واضحا التشديد على اعتباره هجوما ارهابيا وهو المصطلح التي اتفقت عليه معظم الوسائل الاعلامية الصادرة من ألمانيا.

وحاولت صحيفة فيلت تسليط الضوء على شخصية المنفذ الاسترالي الجنسية مبينة السلاح الذي كان يحمله وعمره في نهاية العشرينات، حيث تساءلت عن مدى الحقد الذي حمله في أعماقه والذي دفعه لتنفيذ هذا الهجوم.

شاهد أيضاً

ابشرو‏ا !!لنْ تسقُطَ غزَّة!

لأحباب غزَّة الذين يخشون سقوطها: اطمئنُّوا غزَّة أقوى مما تتخيَّلون! لكارهي غزّة الذين ينتظرون سقوطها: اِخْسَؤوا، ستموتون قبل أن تروا هذا المشهد، صمود غزَّة أطول من أعماركم!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *