ذي إنترسبت: على السياسيين وقف خطابهم المعادي للإسلام

في مقاله بموقع إنترسبت الأميركي، علق الكاتب مهدي حسن على الهجومين الإرهابيين على مسجدين في نيوزيلندا -أمس الجمعة- واللذين قتل فيهما 49 شخصا وأصيب 13 آخرون حالات بعضهم حرجة، بأن على السياسيين والمنتقدين أن يوقفوا الخطاب المعادي للمسلمين وألا يكتفوا بالإدانة فقط.

وركز الكاتب على ما جاء في البيان الرسمي الذي نشره القاتل على الإنترنت وبدأ بعبارة “الأمر يتعلق بمعدلات المواليد”، ثم “وحتى لو أردنا ترحيل جميع غير الأوروبيين من أراضينا غدا فسيظل الشعب الأوروبي في تضاؤل حتى يفنى في نهاية المطاف”، ويمضي البيان “وفي النهاية يجب أن نعود إلى مستويات الخصوبة البديلة وإلا فسوف تقتلنا”.
ويمضي القاتل في الإشارة إلى “كرهه” للمسلمين وكراهيته الخاصة لمن اعتنقوا الإسلام، بينما يشير إلى الهجمات على أنها “ثأر” من الإسلام، ويتحدث عن “إبادة جماعية بيضاء” ويصف المهاجرين المسلمين بأنهم “أقبح مجموعة من الغزاة في الغرب”.

وعلق الكاتب بأن هذا البيان -سواء كان أو لم يكن فخا صمم لأغراض التصيد والخداع والتشتيت- لا يمكن إنكار أنه مليء بالكراهية وحقير ومعادٍ للمسلمين والمهاجرين بشراسة ومعتوه. ومع ذلك اعتبره غير صادم لأن الكثير من خطابه وتلميحاته مستعارة من التيار السياسي والإعلامي السائد، وخاصة في الولايات المتحدة.

الإسلام يكرهنا
وقال مهدي إنه عندما قرأ بيان القاتل لم يسعه إلا التفكير في سياسيين أميركيين رفيعي المستوى، مثل رئيس الولايات المتحدة الذي قال إن “الإسلام يكرهنا”، وأشار إلى أن “الناس يخرجون من المساجد بالكراهية والموت في أعينهم وعقولهم”، وقارن قافلة المهاجرين بـ”الغزو”.

ومثل السناتور تيد كروز الذي دعا إلى “إنفاذ القانون للقيام بدوريات في الأحياء المسلمة وتأمينها قبل أن يصبحوا متطرفين”، أو السناتور ماركو روبيو الذي قال إنه كان يفضل “إغلاق أي مكان -سواء كان مقهى أو مطعما أو موقعا على الإنترنت- يتم فيه إلهام المتطرفين”.

وكذلك السناتور ليندسي غراهام الذي أعلن أنه “إذا كان على أحد مراقبة مسجد فسوف أراقب مسجدا”، أو حاكم الولاية السابق مايك هاكابي الذي وصف المسلمين في الشرق الأوسط الذين يخرجون من المساجد يوم الجمعة بأنهم “مثل الحيوانات الهائجة”.

وحتى الرئيس السابق بيل كلينتون الذي اقترح في المؤتمر الوطني الديمقراطي عام 2016 أن تكون الجنسية الأميركية للمسلمين مرهونة بالسلوك السوي وإثبات الولاء، عندما قال “إذا كنت مسلما وتحب أميركا والحرية وتكره الإرهاب، فابق هنا وساعدنا في الفوز وصنع المستقبل معا”.

منفذ مذبحة المسجدين في نيوزيلندا برينتون تارانت يرسم بيده علامة العنصريين البيض من اليمين المتطرف (رويترز)
ويضيف الكاتب أنه عندما قرأ بيان القاتل لم يسعه إلا تذكر كيف أدلى الناقدون اليمينيون بالكثير من البيانات المماثلة، ولم يعاقَبوا بشيء. وضرب مثلا بالمؤلفة آن كولتر التي تحدثت بصراحة عن “رؤوس الخراب” و “فرسان الإبل” و”قرود الجهاد”، بعد ثلاثة أيام من أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وقالت “علينا غزو بلادهم وقتل زعمائهم وتحويلهم إلى المسيحية”.

ومثلها المعلق بنجامين شابيرو الذي يعتقد أن “غالبية” سكان العالم المسلمين “متطرفون”، ويصف العرب بأنهم “يحبون تفجير قنابل المولوتوف والعيش في المجاري المفتوحة”.

وكذلك مضيف قناة “فوكس نيوز” تاكر كارلسون الذي فاز بدعم النازيين الجدد من خلال الإشارة مرارا وتكرارا إلى توصيات مؤامرة الإبادة الجماعية البيضاء، كما أنه اعتبر العراقيين مثل “القردة البدائية شبه الأمية”.

وبريدجيت غابرييل صديقة الرئيس التي تعتقد أن “المسلم الملتزم الذي يعتقد أن كلمة القرآن هي كلمة الله، ويلتزم بالإسلام ويذهب إلى المسجد ويصلي الجمعة… لا يمكن أن يكون مواطنا مخلصا للولايات المتحدة”.

دين خضوع
وأيضا ستيف بانون، الرئيس التنفيذي السابق لبرايبارت نيوز والمستشار السابق للرئيس ترامب، والذي أعلن أن “الإسلام ليس دين سلام” بل “دين خضوع”، وحذر من أن الولايات المتحد الأميركية يمكن أن تتحول إلى “الدول الإسلامية الأميركية”.

وأضاف الكاتب أنه عندما قرأ بيان القاتل لم يسعه إلا تذكر أسماء بعض الليبراليين البارزين أيضا، مثل العالم الملحد سام هاريس الذي وصف الإسلام بأنه “المصدر الرئيسي للأفكار السيئة”، وأعلن أننا “لسنا في حرب مع الإرهاب، نحن في حرب مع الإسلام”.

والمضيف التلفزيوني بيل ماهر الذي وصف الإسلام بأنه “مافيا”، واتهم المسلمين “العنيفين” بجلب “هذه الأشياء الصحراوية إلى عالمنا”. والمؤلفة التي تركت الإسلام وطالبت بـ”سحقه” أيان هيرسي علي، وتعتقد أن “كل مسلم متدين يطمح إلى ممارسة الإسلام الحقيقي، حتى لو لم يدعم بقوة هجمات 11 سبتمبر/أيلول، يجب أن يقرها على الأقل”.

ومثلهم الروائي مارتن أميس الذي قال ذات مرة “هناك رغبة واضحة للقول إن على المجتمع المسلم أن يعاني حتى يرتب بيته”. أي نوع من المعاناة؟ عدم السماح لهم بالسفر وترحيلهم وكبح حرياتهم والتفتيش الذاتي للذين يبدون من الشرق الأوسط أو باكستان.

ومع ذلك، أوضح الكاتب أنه لا يشير إلى أن هؤلاء الأشخاص -سواء كانوا محافظين أو ليبراليين أو سياسيين أو نقادا- مسؤولون مباشرة عن هذه الجريمة الشنيعة، لكن القاتل امتدح بالفعل دونالد ترامب كـ”رمز للهوية البيضاء والغرض المشترك”، ويدعي أن “الشخص الذي أثر في نفسي قبل كل شيء كان كانديس أوينز” النجمة اليمينية المتطرفة في وسائل التواصل الاجتماعي.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *