واشنطن بوست: إدارة ترامب نقلت المحسوبية الخليجية إلى الإدارة وزيارة كوشنر لبن سلمان إعادة تأهيل له

في تحليل لإيشان ثارور بصحيفة “واشنطن بوست” عن جولة مستشار وصهر الرئيس دونالد ترامب في المنطقة كتب تحت عنوان “قمة هذا الأسبوع الأخرى: كوشنر سيلتقي بولي العهد السعودي”.
وقال إنه في الوقت الذي سيلتقي فيه الرئيس ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ-أون في العاصمة الفيتنامية، هانوي هذا الأسبوع سيجري لقاء لافت للإنظار بين مسؤول بارز في البيت الأبيض وديكتاتور ملطخ بالدم. وأشار كوشنر في لقاء مع “سكاي عربية” أثناء توقفه في أبو ظبي أن الخطة المقترحة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين مفصلة وستضمن الكرامة لكل الأطراف في المنطقة. ويعلق ثارور أن كوشنر ومن حوله يبدون واثقين من خطتهم إلا أن مراقبي الشرق الأوسط يعتقدون أن المغامرة “ستموت حال الإعلان عنها”. فقد رفضها الفلسطينيون قبل أن تولد بناء على ما رأوه من قرارات ترامب المعادية لهم. وهي التحركات التي دفع من أجلها كوشنر. وتضم العقوبات المالية ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس بالإضافة إلى سحب الاعتراف الدبلوماسي الأمريكي بمنظمة التحرير الفلسطينية وإغلاق بعثتها في واشنطن وخفض الدعم الأمريكي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كما كتب إدوارد لوس في صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية. ويرى ثارور أنه في غياب أي تقدم في العملية السلمية فإن الأضواء ستتركز على لقاء كوشنر مع الأمير محمد بن سلمان. فالعلاقة بينهما موثقة وتعود لما قبل دخول ترامب البيت الأبيض وتبدو متشابكة في تعاملات عائلة كوشنر في مجال العقارات. وبحسب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” في كانون الأول (ديسمبر) 2018 فقد استهدف السعوديون كوشنر نظرا “لقلة معرفته بالمنطقة وعقليته التي لا تعرف إلا الصفقات وتركيزه للتوصل إلى صفقة مع الفلسطينيين تخدم المطالب الإسرائيلية”.

استشار محمد بن سلمان كوشنر حول عدد من الموضوعات بما فيها خططه الاقتصادية للمملكة ومساعدته على تجاوز عاصفة جريمة مقتل جمال خاشقجي. ونقل عن محمد سلمان مزاحه مرة إن كوشنر “في جيبه”.

وأشارت تقارير إلى استشارة كوشنر محمد بن سلمان حول عدد من الموضوعات بما فيها خططه الاقتصادية للمملكة ومساعدته على تجاوز عاصفة جريمة مقتل الصحافي المعروف جمال خاشقجي. ونقل عن محمد سلمان مزاحه مرة إن كوشنر “في جيبه”. وأشار ثارور إلى ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأسبوع الماضي عن تقرير أعده مجلس النواب تحت سيطرة الغالبية الديمقراطية وكشف عن محاولات شخصيات رئيسية في داخل إدارة ترامب بيع التكنولوجيا النووية إلى السعودية، وذلك بعد أشهر من تنصيب ترامب ودخوله البيت الأبيض، رغم معارضة المسؤولين في مؤسسة الأمن القومي. وأثارت الأخبار قلق العاملين في مجال الحد من انتشار السلاح النووي والذين لم يستبعدوا دفع الرياض باتجاه صناعة القنبلة النووية. وكتب ديفيد إدلمان المعلق في الشؤون الدولية “من المهم فهم أن انتاج الطاقة النووية للأغراض السلمية عبر مفاعلات نووية هو الطريق الأقصر من وقود آخر صالح لإنتاج السلاح النووي” و “ما يثير القلق هو أن السعوديين يريدون انتاج وقودهم محليا بدلا من شرائه بأسعار مخفضة من الولايات المتحدة والدول الأخرى التي تلتزم بقوانين الحد من انتشار السلاح النووي”. وكشف التقرير عن اهتمام البيت الأبيض بالصفقة ودور كوشنر تحديدا. فواحدة من الشركات المستفيدة هي “ويستنيغهاوس إليكتريك” وهي فرع لشركة “بروكفيلد أسيت مانجمنت” والتي قدمت الدعم المالي لعائلة كوشنر. وحصلت شركة بروكفيلد على عقد إيجار مدته 99 عاما في البناية التي كانت تعاني من ديون واشتراها كوشنر وهي 666 فيفث أفينيو بمدينة نيويورك. ولاحظ لوس أن تضارب المصالح عند كوشنر متشابكة أبعد من هذا مشيرا إلى أن أمريكا كانت تنشر أحسن الممارسات في الشرق الأوسط وأبعد من هذا، أو على الأقل تتظاهر بهذا لكنها في ظل ترامب باتت تستورد ثقافة الرعاية والمحسوبية الخليجية”. ويجب أن لا يكون هذا مثيرا للدهشة، فحسب إيملي جين فوكس في “فانيتي فير” “يشعر ترامب بالراحة عندما يعمل ويست وينغ (في البيت الأبيض) كمكتب للعائلة” وهو ما يفسر أنه رغم وجود قانون ضد المحاباة العائلية منذ 50 عاما إلا أنه حمل صهره مسؤولية أهم الملفات في السياسة الخارجية فيما تقوم ابنته برحلات مستمرة لتمثل الإدارة. وبالنسبة لمحمد بن سلمان فوصول كوشنر هو إشارة عن إعادة تأهيله على الساحة الدولية. ورغم ما توصلت إليه وكالات الاستخبارات الأمريكية من أنه هو الذي أمر باختطاف وقتل جمال خاشقجي إلا أن إدارة ترامب تجاوزت الملف وطلبت من بقية الحكومات تجاوزه. ففي الأسبوع الماضي جال بن سلمان منطقة آسيا وزار الباكستان والهند والصين وسط استقبال حافل في كل محطة. وأعلن عن استثمارات بمليارات الدولارات في كل منها. وكشف في بيجين عن معرفته بالسياسة الواقعية عندما علق على سياسات الحكومة الصينية ضد مسلمي الإيغور في شمال-غرب البلاد وتحدث إلى تلفزيون “سي سي تي في” المملوك من الدولة “للصين الحق في اتخاذ إجراءات ضد الإرهاب ومحاربة التطرف لحماية أمنها القومي”. وكتب فريد هيات في “واشنطن بوست” أن محمد بن سلمان “فهم حصول منتهكي حقوق الإنسان على تبرئة في بيجين”. و”كان عليه فهم أنه كخادم للحرمين الشريفين منح الصين البراءة لسياساتها التعسفية ضد المسلمين ولهذا تم الترحيب به”. وليس في الشرق يجد الأمير أصدقاء ولكن في الغرب أيضا حيث لاحظ في منتدى دافوس الإقتصاد أن رجال الأعمال والسياسيين الغربيين استعدوا للنظر إلى ذبح جمال خاشقجي على أنه خلل مؤسف أثر على علاقة واعدة. وقال الرئيس السويسري أولي ماوور في حديث مع وكالة أنباء محلية “لقد اتفقنا على مواصلة الحوار المالي وتطبيع العلاقات مرة أخرى”

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *