الحسد نار فاجتنبها

{أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله}

أم يحسدون يعني اليهود. الناس يعني النبي صلى الله عليه وسلم خاصة. عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما . حسدوه على النبوة وأصحابه على الإيمان به . وقال قتادة قلت : [ ص: 117 ] ” الناس ” : العرب ، حسدتهم اليهود على النبوة. الضحاك : حسدت اليهود قريشا، لأن النبوة فيهم. والحسد مذموم وصاحبه مغموم وهو يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، رواه أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الحسن : ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد. نفس دائم، وحزن لازم، وعبرة لا تنفد. وقال عبد الله بن مسعود: لا تعادوا نعم الله. قيل له: ومن يعادي نعم الله ؟ قال : الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ، يقول الله تعالى في بعض الكتب : الحسود عدو نعمتي متسخط لقضائي غير راض بقسمتي . ولمنصور الفقيه :

ألا قل لمن ظل لي حاسدا أتدري على من أسأت الأدب أسأت على الله في حكمه
إذا أنت لم ترض لي ما وهب

ويقال : الحسد أول ذنب عصي الله به في السماء ، وأول ذنب عصي به في الأرض ؛ فأما في السماء فحسد إبليس لآدم، وأما في الأرض فحسد قابيل لهابيل.

وقيل : إذا سرك أن تسلم من الحاسد فغم عليه أمرك . ولرجل من قريش :

حسدوا النعمة لما ظهرت فرموها بأباطيل الكلم

وإذا ما الله أسدى نعمة لم يضرها قول أعداء النعم

ولقد أحسن من قال :

اصبر على حسد الحسو د فإن صبرك قاتله

فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله

الحسد كالأكلة الملحة تنخر العظم نخرا ، إن الحسد مرض مزمن يعيث في الجسم فسادا.

وقد قيل : لا راحة لحسود فهو ظالم في ثوب مظلوم ، وعدو في جلباب صديق.

وقد قالوا : لله در الحسد ما أعدله ، بدأ بصاحبه فقتله، إنني أنهى نفسي ونفسك عن الحسد رحمة بي وبك ، قبل أن نرحم الآخرين ؛ لأننا بحسدنا لهم نطعم الهم لحومنا ، ونسقي الغم دماءنا ، ونوزع نوم جفوننا على الآخرين.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *