من يركب ينجو

بقلم المهدي بن إبراهيم

(قال يابني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين. قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين)

أسهل تكليف وأنفع تكليف فيه السلامة وفيه النجاة من الهلاك والغرق، إركب فقط. لكن ذلك الأبن لايريد الركوب بالرغم من حرص أبيه عليه.
فهو لا يثق بعقليته وذلك بسبب تشويش، الكافرين عليه فهو قد صدقهم في أن أباه مجنون.
فغرق مع المغرقين الكافرين المحرضين والمرجفين والمشككين أصحاب الحملات الإعلامية الخبيثة والأقلام المأجورة التي تصور الحق باطلاً والباطل حقاً . تصور الصادقين بانهم كاذبين وتروج وتطبل للكاذبين وتجعل منهم زعماء وقادات، وقد وات لا تجوز مخالفتهم ومعارضتهم ولا حتى انتقادهم أو نصحهم فهم، الملهمين والمحدثين وغيرهم سفهاء ومجانين. فنوح عليه السلام عندهم سفيه ومجنون يستحق القتل والنشر أو الموت رجماً فهو لا يصلح أن يصنع السفينة أو يقودها ،،.
وتتكرر مثل هذه الأحداث في كل زمان ومع ذلك لا يعتبر الكثير ويصرون على عدم الركوب مادام والقادات التي صنعت السفينة وتعمل، على، المحافظة عليها ودعوة الناس، للركوب فيها قادات لا يتفقون معهم فكرياً أو سياسياً بل ولربما أقنعوا أنفسهم وغيرهم من الساذجين بأن أولئك الداعين، للركوب سوية في سفينة الوطن كي ترسو بالجميع في، بر الأمان. بأنهم مجانين لا يصلحون لسياسة ولا لقيادة.
وفي الأخير يحل الهلاك والغرق والمحق بالمستكبرين والساذجين والمطبلين. ويكتب الله النجاة للراكبين والمصلحين ويخلد منهجهم وذكرهم وأفكارهم ويحفظ جمعهم وتجمعهم ولا يضرهم من خذلهم أو تآمر عليهم إلى يوم الدين ومع كل هذا لا يعتبرالكثير من المتأخرين.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *