“أسرار الخليج”.. تحقيق تلفزيوني إسرائيلي عن خبايا العلاقات بين دولة الاحتلال ودول خليجية

تواصل العلاقات السرية بين السعودية وإسرائيل إشغال أوساط إعلامية وسياسية واسعة في إسرائيل، وليلة أمس شرعت القناة العبرية 13 ببث تحقيق بعنوان “أسرار الخليج” حول اللقاءات والرسائل بين دولة الاحتلال وبين دول في الخليج.

وجاء في التحقيق التلفزيوني أن إسرائيل نسجت علاقات سرية وعلنية مع السعودية، الإمارات المتحدة والبحرين خلال الـ25 سنة الأخيرة. وحسب التحقيق الإسرائيلي فإنه رغم ذلك من الصعب أن تنضج هذه العلاقات في ظل القضية الفلسطينية، موضحا أن معظم الإسرائيليين غير واعين لوجود هذه العلاقات الاقتصادية، والدبلوماسية والأمنية التي تنسجها دولة الاحتلال مع دول في الخليج.

وفي الحلقة الأولى من هذا المسلسل التلفزيوني جاء أنه رغم “العدو الإيراني المشترك” فإن طهران هي واحدة من عدة عوامل أو دوافع نشوء هذا التحالف بين إسرائيل وبين دول عربية خليجية على رأسها السعودية.

وكشفت أن من يدير هذه العلاقات مع دول خليجية هو الموساد ووزارة الخارجية في إسرائيل وأنه طيلة سنوات كان سياسيون إسرائيليون كثر فيها شركاء سرّ منهم رئيسا الحكومة الحالي والسابق إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني ورئيس المعارضة في الماضي عضو الكنيست السابق يتسحاق هرتسوغ ووزيرا الأمن السابقان موشيه يعلون وأفيغدور ليبرمان.

التحقيق التلفزيوني الإسرائيلي كشف أن من يدير هذه العلاقات مع دول خليجية هو الموساد ووزارة الخارجية في إسرائيل

وتابع معد التحقيق المحرر السياسي الصحافي باراك رافيد: “رغم ارتفاع درجة حرارة العلاقات من خلف الكواليس فإن العلاقات الدبلوماسية عالقة خلف جدار زجاجي متمثّل بالقضية الفلسطينية”. ونقل رافيد عن رئيس المخابرات السعودي السابق الأمير تركي الفيصل قوله إن للسعوديين رأيا سلبيا عن نتنياهو وأدائه المتغطرس. وتابع الفيصل في التحقيق التلفزيوني الإسرائيلي: “من زاوية النظر الإسرائيلية فإن السيد نتنياهو راغب بتطوير علاقات معنا وعندئذ يمكننا (إصلاح) القضية الفلسطينية لكن زاوية النظر السعودية معاكسة لها. بحال أرادت إسرائيل بناء علاقات علنية مع السعودية وأن تكون لاعبا إيجابيا في المنطقة فعليها تصليح وضع الاحتلال والمستوطنين واللاجئين”.

ومن غير المعروف متى صوّرت المقابلة، إلا أن مكان التصوير هو العاصمة البريطانيّة، لندن.

وأوضح باراك رافيد أنه سيقوم في الحلقة القادمة الكشف عن أسرار العلاقات بين إسرائيل وبين دول خليجية، لافتا لمقابلته 20 شخصية إسرائيلية، أمريكية وعربية كانت متداخلة بموضوع العلاقات السرية المذكورة ويجهلها معظم الإسرائيليين. وأضاف: “تباعا سأنشر الليلة القادمة قصصا مثيرة حول خبايا علاقات إسرائيل ودول خليجية وحول الرسل والرسائل السرية”.

ويشار إلى أن باراك رافيد ذاته كان قد كشف قبل يومين عن تقرير سري لوزارة الخارجية الإسرائيلية ينقض مزاعم رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو حول العلاقات مع السعودية ويؤكد أن السعودية معنية جدا بتسخين العلاقات مع إسرائيل لكنها تبحث عن غطاء وتريد عملية سياسية تفاوضية مع الفلسطينيين تتيح لها ذلك.

تقرير سري لوزارة الخارجية الإسرائيلية يؤكد أن السعودية معنية جدا بتسخين العلاقات مع إسرائيل لكنها تبحث عن غطاء

يذكر أن تحقيقا إسرائيليا آخر قال قبل أسبوع إنه في إطار استعدادات السعودية لعهد “ما بعد الأمريكي”، أي بعد التقلص الأمريكي بعد الفشل في تحقيق الأهداف العسكرية في الشرق الأوسط، تعمل على إنشاء تحالفات جديدة ضد إيران، وبضمن ذلك توثيق العلاقات مع إسرائيل، ومع أفريقيا، وخاصة الدول المطلة على البحر الأحمر.

جاء ذلك في تقرير للدكتور شاؤول يناي، الباحث في “المنتدى للتفكير الإقليمي” الإسرائيلي يعتبر فيه الباحث أن توثيق علاقات السعودية مع إسرائيل ومع دول أفريقية من شأنه أن يضع السعودية في مكانة موازنة لإيران، في زعامة العالم العربي.

و”المنتدى للتفكير الإقليمي” تأسس عام 2014، ويعرف نفسه على أنه منتدى يعمل فيه باحثون من مجالات مختلفة بهدف إحداث تغيير في الحوار العام والنظرة السائدة في إسرائيل للشرق الأوسط. ويعتقد الباحثون فيه أن نشر معلومات وتحليلات مهنية وجذرية ومعمقة تحفز لدى الإسرائيليين الفهم للشرق الأوسط ومكانة إسرائيل فيه، وتساعد في بناء الثقة في العلاقات بينهم وبين مواطني الدول المجاورة.

وأشار يناي بداية إلى أن البحر الأحمر يعتبر ساحة مركزية في المواجهة المستمرة بين إيران والسعودية على الهيمنة على الشرق الأوسط، حيث يعتبر ممر ملاحة استراتيجي لثلاث قارات على الأقل: آسيا وأفريقيا وأوروبا. ويصل طول هذا الممر البحري إلى 1900 كيلومتر، وبعرض يصل في أقصاه إلى 300 كيلومتر، ويربط بين المحيط الهندي والبحر المتوسط والمحيط الأطلسي. كما يبحر فيه سنويا أكثر من 20 ألف سفينة، كما ينقل عبره سنويا نحو 2 مليار برميل من النفط، وخاصة باتجاه أوروبا.

وتقع على سواحله 8 دول هي: فلسطين والسعودية والأردن ومصر والسودان وإرتريا وجيبوتي واليمن. موضحا أنه في العقد السابق، بنت إيران في السودان قواعد عسكرية للسلاح والذخيرة، بهدف نقلها إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي. وبحسب تقارير أجنبية، فإن هذه القواعد تعرضت، مرتين على الأقل، لقصف إسرائيلي.

وردا على ذلك، اقترحت إيران على السودان إقامة وتفعيل منظومات دفاعية جوية غربي البحر الأحمر.

وقال إن هذه المنظومات الدفاعية كان من شأنها أن تشكل تهديدا على المجال الجوي للسعودية، الأمر الذي دفع كلا من السعودية ومصر إلى ممارسة الضغوطات على السودان لتقليص علاقاتها العسكرية مع إيران، وإغلاق هذه القواعد العسكرية.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *