واشنطن بوست: بومبيو يواصل تقديم الحماية لمحمد بن سلمان وتورطه في قتل خاشقجي

تساءلت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها عن مدى جدية وزير الخارجية مايك بومبيو في تصريحاته التي أكد فيها تصميم الولايات المتحدة على ملاحقة قتلة الصحافي جمال خاشقجي وتحميلهم المسؤولية. وعلقت “هل هو جاد في هذا؟”.

وكان بومبيو قد صرح بعد لقائه الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان إنه أثار موضوعات حقوق الإنسان بما فيها قضية الناشطات المعتقلات في السجون السعودية وجريمة قتل الصحافي السعودي خاشقحي.

وقال إنه كرر موقف الولايات المتحدة و”توقعاتها” من “الحاجة لمحاسبة كل شخص يتحمل مسؤولية في قتل جمال خاشقجي”.

وتعلق قائلة: “هذا هو الموقف الصحيح، والسؤال هو إن كان بومبيو والرئيس ترامب جادين فيه؟”، وتجيب “لسوء الحظ فكل الإشارات تظهر أنهما ليسا جادين”. لأن المشكلة تنبع في قيام بومبيو بتوجيه الرسالة للشخص الذي استنتجت سي آي إيه أنه الذي أمر بقتل الصحافي، أي ولي العهد.

والسؤال “كيف سيحمل ولي العهد نفسه المسؤولية؟” والإعتقاد أنه سيقوم بعمل كهذا موقف “سخيف”.

ومع ذلك لا يتوقف بومبيو عن ذكر “عمليات التحقيق والإجراءات القضائية” التي يزعم السعوديون انهم قاموا بها، وليس هذا فحسب بل ويتعامل الوزير الأمريكي معها وكأنها “موثوقة”. وقال “لم يتراجع التزامهم بملاحقة كل المتورطين”.

لا يتوقف بومبيو عن ذكر “عمليات التحقيق والإجراءات القضائية” التي يزعم السعوديون انهم قاموا بها، وليس هذا فحسب بل ويتعامل الوزير الأمريكي معها وكأنها “موثوقة”

وحتى لو وضعنا مسؤولية ولي العهد عن الجريمة جانبا فتصديق بومبيو “الإجراءات” القضائية في السعودية فيه تأكيد غير عادي. فقد زعم النظام السعودي أن هناك 21 شخصا متورطا في الجريمة، قدم منهم إلى المحكمة 11 شخصا فقط. ومن بين الذين استبعدوا على ما يبدو المستشار المقرب لولي العهد سعود القحطاني الذي فرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات بالإضافة لأحمد عسيري نائب مدير المخابرات السابق.

وأشارت الصحيفة لمقالة كاتب العمود فيها ديفيد إغناطيوس التي نشرها الأسبوع الماضي وكشف فيها أن محمد بن سلمان لا يزال على تواصل مع القحطاني ولا يزال يمارس حملات القمع ضد المعارضين وإسكاتهم.

وبحسب عائلة الناشطة لجين الهذلول، كان القحطاني حاضرا جلسات التعذيب التي مورست عليها صيف العام الماضي والتي ضمت اسلوب الإيهام بالغرق والجلسات الكهربائية. وقام شخصيا بتهديدها بالإغتصاب وبقتلها. وتقول تقارير صحافية تركية أن الطبيب الشرعي صلاح محمد الطبيقي الذي أشرف على عملية قتل وتقطيع جثة خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، يعيش بهدوء مع عائلته في مدينة جدة.

وتعلق الصحيفة أن بومبيو يعرف بالتأكيد كل هذا لكنه اختار الرد على أسئلة الصحافيين بالقول إن السعوديين “لا يزالون في عملية البحث عن الحقائق” مضيفا أن إدارة ترامب تقوم بنفس الشيء.

وتختم الصحيفة قائلة: “في الحقيقة، تقوم الإدارة على ما يبدو بعمل نفس ما قامت به طوال الوقت: مساعدة النظام السعودية على حماية محمد بن سلمان والمتورطين في الجريمة ومنع مواجهتهم التداعيات الخطيرة- خاصة من الكونغرس. ويجب على القيادة الديمقراطية لمجلس النواب بعدم السماح بحدوث هذا”.

وتقول إن مجلس الشيوخ صوت العام الماضي وبالإجماع محملا محمد بن سلمان مسؤولية قتل خاشقجي. وعلى مجلس النواب بقيادة الديمقراطيين التأكد بمواجهته والمتورطين معه آثار فعلتهم، بما في ذلك العقوبات الأمريكية.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *