في بيوت لا في مساجد

قال الله ﷻ :”فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُه”

قد تتساءل : يا الله أين النور وكيف ألتمس هذا النور وكيف أتعرف لهذا النور؟ فيرشدك إليه جلّ شأنه (في بيوت) ليست في شوارع وليست في دواوين وليست في مقاهي. أرشد الله إلى ثلاث بيئات تنور قلبك ، وعندما نخرج نعيش هذه البيئات: بيئة مكانية وبيئة أعمال وبيئة إجتماعية.

قال عز و جل:(في بيوت ) ولم يقل في مساجد لأن أول بيئة يعيشها المسلم تذكره بالله هي بيئة البيوت ثم بيئة المساجد . قال ابن عباس رضي الله عنه: (في بيوت) هي بيوت المسلمين ومساجدهم.إذا دخلت المسجد تذكرت الله وإذا دخلت بيت مسلم فهو بيئة كاملة وهكذا عندما دخل الناس في الدين أفواجاً بل عشرات الألوف بعثهم الرسول جماعات إلى بيوت المدينة.وكان آخر دعاء لسيدنا نوح: (رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا )، فأول مراكز دعوية هي بيوت المسلمين.

(في بيوت) ثلاثة عشرة سنة والبيئة بيوت المسلمين. سيدنا عمر عندما سمع أن أخته أسلمت أتى لبيتها لقتل زوجها فلو وجد غناءً لغنّى معهم ولكن حال دخوله البيت تأثر بالبيئة فأخته تقرأ القرآن فلقد كانت أعمال الدين في البيت.

عندما نزلت (واذكر ربك) ليس معناها أنهم كانوا في غفلة بل كانوا في ذكر ولكن تحثهم الآية على زيادة الذكر.

(في بيوت) فكل بيت فيه حلقة التعليم وهكذا البيت يعطي للأمة. و الدليل ماروته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها من احاديث. فعطاء البيت مثل عطاء المسجد وأعمال البيت مثل أعمال المسجد فالبيت فيه الأعمال الكاملة كما في المسجد أما بيوتنا فلا تستطيع أن تقوم بأعمال الدين خمسة دقائق فصار البيت خنجر في ظهر المسجد فعلينا أن نخرج لنصلح بيوتنا ولو بالتدريج. وهكذا أول بيئة كانت بيوت المسلمين، نزل جبريل والرسول في بيت خديجة فالرسول يذاكر خديجة وبعد ذلك تنتقل المذاكرة إلى بيوت المسلمين.وبعد أربعة عشرة سنة انتقلت نسخة من الأعمال إلى المسجد فأصبحت أعمال المسجد، ونفس هذه الاعمال في البيت فعندما يسمع الصحابي أعمال المسجد ينقلها إلى أهله في البيت.

(يذكر فيها أسمه) فكل الاعمال ذكر لله.وهكذا نحن خارجون في البيئة المكانية وهو المسجد يبعدك عن الشر ويحفظك من سماع الغيبة والنميمة، هذه البيئة هي بيئة الأعمال، وما هي الأعمال؟ أعمال الدعوة وهي متنوعة :زيارات، تعليم وتعلم، مذاكرات، قيام الليل ، ذكر، يومياً نتجالس في الله، (أين المتحابون فيّ، أين المتباذلون فيّ) و(من زار أخا له في الله ناداه مناد من السماء أن طبت وطاب ممشاك ) فهذه بيئة الأعمال تتكون في الخروج.

بيوت من الطين والحجارة رفعها الله عندما ذكر فيها اسمه .. وأنت ترتفع بقدر ما يدوي ذكر الله فيك .. وبقدر ما تشغل نفسكبالطاعه وتجهد نفسك بالعباده ..إعلم أن من أعظم المكاسب التي يمكن أن تجنيها في حياتك هو أن يتعود لسانك على ذكر الله بدلًا من الصمت ..

شاهد أيضاً

الشباب.. صوت التغيير في عالم الظلام

لماذا يتحرك الشباب بمظاهرات واحتجاجات ضخمة مناصرة لغزة في البلاد الغربية أميركا وأوروبا، بينما يخيم سكون مدهش بين شعوبنا وشباب منطقتنا الأقرب رحما ودينا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *