استفذ من اخطائك و اجعلها سببا لنجاحك

لا يَخلو أفراد المجتمع منَ الأخطاء، فالخَطَأ والتقصير يَحْصُل في بُيُوتنا، وفي شوارعنا، وفي مدارسنا، وفي مَقرِّ أعمالنا، وفي مساجدنا. ومما لا يُختَلَف فيه أنَّ سَيَّد المُرَبِّين، وإمامَ المصلحين محمد بن عبدالله، قد بَعَثَهُ الله لإصلاح الدِّين والدُّنيا، فباتِّباعِ هَدْيِه يسعَدُ الناس في مَعَاشِهم ومَعَادِهم، و هناك منهاج نبوي في تصحيح الأخطاء، ودَفْع الناس إلى التَّرَقِّي في صفاتِ الكمال.

فمِنْ هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم: تصحيحُ الأخطاء، والتَّنبيه عليها، مِن غير ذِكْر مَن وَقَعَ فيها، فهذا مظنَّة الانتفاع أكثر، فلا يقع في نفس الشخص المُراد توجيهه شيءٌ، أو حَرَج، ولا يَتَعَرَّض لِقَدْح مِن بعضِ الناس، وكذلك الخِطاب يكون عامًّا لكُلِّ مَن وَقَع في الخَطَأ، فيظنُّ أنَّه المقصود بالخطاب “مابال أقوام “. و لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف نتعامل مع اخطائنا؟

” كل ابن آدم خطاء”

حيث يُعاني الكثير من الأشخاص من الوقوع في الكثير من المشاكل بسبب الوقوع في الاخطاء و ربما الخطايا. و للعلم فإنّ ارتكاب الأخطاء من الطبيعة البشرية ، فجميع الناس يرتكبُون بعضاً منها يوميّاً أو في مرحلةٍ ما من حياتهم ، وعليهم تعلُّم كيفيّة تقبُّلها واستخدامها في صالحهم أو العمل على تفاديها والتعلُّم منها في المُستقبل.

– ارتكاب الخطأ يَختلف في بعض الأحيان عن الفشل ؛ فالفشل هوَ نتيجة لعدم النجاح في محاولة واعية ، ولكن الخطأ هوَ نتيجة لعدم الوعي أو التركيز أثناء القيام بأمرٍ ما ، ولحسن الحظ هُنالِكَ بعض الخطوات بالإمكان اتّخاذها ليستطيع الشخص تقبُّل أخطائه والتعلُّم منها بسهولة ، وهُنالِكَ أيضاً تقنيات من المُمكن استخدامها لتحقيق الاستفادة القصوى من الخطأ. و السؤال الذي يطرح نفسه كيف نتعلم من اخطائنا؟

1 – تقبُّل الأخطاء:

إعطاء الإذن لارتكاب الأخطاء ؛ فهُنالِكَ العديد من الأسباب التي يجب أن يُعطيها الشخص لنفسه لارتكاب الأخطاء ، فهيَ جُزءٌ لا يتجزّأ من الطبيعة البشرية ولا مفرَّ منها ، كما أنها تُشكّلُ مصدراً قيّماً للتعليمات ولإثراء الحياة ، وتعمل على تقديم الحافز لمحاولة توسيع الآفاق.

2- الاعتراف بقوّة العادة :

ففي بعض الأحيان تكونُ الأخطاء نتيجةً لعدم المُحاولة وبذل الجُهد من قبل الشخص ، وترك الأمور للعادة اليوميّة والصُدَف ؛ فالإنسان لا يستطيع الاستمرار ببذل مجهود كبير يوميّاً على أمورٍ عاديّة وبسيطة، بل يرغب بتوفير طاقاته ليُركّز فيها على أُمورٍ أكبر. التمييز بين الأخطاء والقرارات السيئة ؛ فمن المُهِم أن يعرف الشخص الفرق بين كليهما ، الأخطاء مثلاً هي أخطاء بسيطة ، مثل : قراءة خريطة بشكلٍ عكسي ّ، واتخاذ مخرج خاطئ.

أمّا القرارات السيّئة تكونُ أكبر وبشكلٍ مُتعمّد ، مثل أخذ الطريق الطويلة لمُجرَّد أنّها ذات مناظر خلّابة لحضور اجتماعٍ مُهم وإزعاج الآخرين بسبب الحضور بوقتٍ مُتأخِّر ، بالإضافة إلى أنَّ الأخطاء تكونُ مفهومةً وربّما تتطلّب كميّةً أقل من التركيز لتصحيحها ، وعلى الشخص تقبُّل القرارات السيّئة تماماً كالأخطاء ولكن مع إيلائها المزيد من الاهتمام.

3- تركيز الشخص على نقاط القوّة التي لديه ، ومُحاولة تحقيق التوازن بين النقد الذاتي مع الاحتفال بما لديه من صفاتٍ وأمورٍ جيّدة.

4- النظر إلى الأخطاء على أنّها فُرصة ؛ فالوقوع في الخطأ قد يُساعد الشّخص في التركيز على الأمور التّي يقومُ بها بشكلٍ أفضل.

و اجعل شعارك في الحياة

كلنا نخطئ و لكن سبب فشلنا هو تفكيرنا و ليست اخطاؤنا. تفاعل إيجابيا مع الخطأ بالاعتراف ب

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *