بناء العالم من بناء الإنسان

يُحكى أن الأب كان يحاول أن يقرأ الجريدة، ولكن ابنه الصغير لم يكف عن مضايقته، وحين ضاق بابنه الصغير ذرعاً، قام بقطع ورقة من الصحيفة كانت تحوي خريطة العالم، ومزقها قطعاً صغيرة كالأحجية، وأعطاها لابنه وطلب منه أن يعيد تركيب خريطة العالم وهو يظن بهذا أنه سيشغل ابنه عنه لأطول فترة ممكنة، ولكن لم تمضِ نصف ساعة حتى كان الصغير قد أعاد تركيب خريطة العالم! دُهش الأب مما فعله ابنه، لدرجة أنه سأله ما إذا كانت أمه تدرسه الجغرافيا خلال غيابه عن البيت! فقال الصغير: لا يا أبي، لقد كان على خلف الخريطة صورة إنسان، وعندما أعدتُ تركيب الإنسان، أعدتُ بناء العالم!
إن أسوأ استثمار يستثمر هو في الأشياء على حساب الإنسان، مع أن الإنسان أبقى من الأشياء، بل لا بقاء للأشياء إلا بوجود الإنسان الذي يعرف قيمتها!
إذا أردنا أن نبني العالم، فعلينا أولاً أن نبني الإنسان

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.