هكذا خلقتُك وهكذا أمرتُك

عدنان طلافحة

اعلَمْ أنَّ الذي أمركَ بالأمرِ بالمعروف والنَّهيِ عن المنكر هو الذي جبلَك على الخطأ ولم يعصمك من الذنب، وكأنَّه يقول لك: لا تدع شريعتي لأجلِ ذنبٍ أذنبتَه أو خطأٍ وقعتَ فيه، فهكذا خلقتُك وهكذا أمرتُك، والخلقُ والأمرُ لي، ولا يخدعنَّك الشيطانُ فيوقفُ مسيرتَك في الدعوةِ إلى الله بحجَّةِ أنَّك ناقصٌ مترنِّحٌ تمشي مرةً وتكبو أخرى.

بل سِرْ إلى الله مهما حملتَ من ذنوبٍ وعيوب.. فإنَّما تسير إلى من يغفرُها جميعاً ولا يبالي!

إنْ أسأتَ وعصيتَ فلنِفسِكَ وعليها، وإنْ أحسنتَ وأمرتَ بالمعروفِ ونهيتَ عن المنكر – رغم تقصيرك – فقد أحسنتَ إلى نفسِك وإلى النَّاس .

وتذكَّر أنَّ كلَّ ما تعملُه سَيُوزنُ لك، وأنَّ الله لن يظلمك مثقالَ ذرَّة:

﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَظلِمُ مِثقالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفها وَيُؤتِ مِن لَدُنهُ أَجرًا عَظيمًا﴾ [النساء: ٤٠]

﴿فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ • وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة:٧- ٨]