زمن الكورونا و الطير الابابيل

في عام كان فيه العرب أذلّاء ضعفاء، جاء طاغية يدعى أبرهة، يريد أن يهدم الكعبة المشرفة، دلّه على الطريق الموصل إليها عملاء من العرب، كان أحدهم يدعى أبو رغال.
جاء أبرهة معه جيوشه، والسلاح النوعي الذي لا تملك العرب مثله، إنها الفيلة. وكانت مقولة عبد المطلب المشهورة ” إن للبيت ربّ يحميه” .

لم يدر في خلد أبرهة أن تتحول طيور صغيرة إلى قاذفات تلقي بقنابل هي حصى أصغر من حبة الحمص فتهلك الجنود والفيلة التي جاؤوا بها لهدم الكعبة، فأصبحوا كالعصف المأكول من كثرة أعداد قتلاهم.
{ أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} سورة الفيل

في ذلك العام، بما فيه الخوف والكرب والبلاء، كانت الدنيا على موعد بمن ينقذها ويخلصها، ففيها كان مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وفي هذا الزمان حيث ضعف المسلمين، وتفرق العرب، وذلّتهم، وعمالة زعمائهم للأعداءوظن البعض أن الأمة قد شُيعت إلى مثواها الأخير، وإن غرور الغرب وصلفه قد وصل إلى أبعد مدى، حيث عميل من عملائهم هو محمد بن سلمان قد جعل لهم بلاد الحرمين مستباحة، وقد أعلن الحرب على الإسلام، ساعيا لهدم المسجد الحرام معنويا عبر إشاعة الموبقات، والفساد على أعتاب المسجد الحرام .

وإذ بهذا الفيروس الدقيق، جندي من جنود رب العالمين يظهر على غير ميعاد ليعرف هذه البشرية بحقيقتها، ويوقف غرورها الذي نرى آثاره في خوف الطواغيت من اهتزاز عروشهم وفي دمار الاقتصاد، وفي عداد الموت وحصاد الأموات، الذي قد يبلغ الملايين ليجعلهم كالعصف المأكول.

كما في عام الفيل، والطير الأبابيل كان مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنقذ وأصلح الله به البشرية فكان رحمة للعالمين .

فلعل بعد هذه السنوات العجاف، وأصعبها هو عام جائحة الكورونا ; أن يبعث الله من عترة وآل محمد صلى الله عليه وسلم، من ينقذ الدنيا، ويصلحها ويكون رحمة للعالمين .

نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا ..

شاهد أيضاً

300الف نازح من رفح وإسرائيل تواصل الغارات على جباليا

استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء السبت وفجر اليوم الأحد على مناطق سكنية شمالي قطاع غزة،