مفاهيم الحرية و العبودية لله

بقلم: الأستاذ سفيان ابو زيد

لا تكون حرا حتى تكون عبدا لله ولا تكون عبدا حتى تكون حرا.
العبودية والحرية وجهان لعملة واحدة وذلك أن الإنسان مجبول على الاتباع والمتبوع أما خالق أو مخلوق.
والمخلوق إما أنه مساو للإنسان أو أفضل منه أو أدنى منه وفي كل حالة فهو يتبع شيئا فقيرا عاجزا لا يملك حتى وجوده وحياته.
إذن فسيكون التابع في هذه الحالة ذليلا هينا لأنه قبل أن يكون تابعا لفقير والتابع للفقير أفقر منه ولا شك أنه سيهينه ويتعبه ويزعجه.
أما إن كان المتبوع هو الخالق فلا شك ولا ريب أنه الغني القوي القادر الرحيم الرحمن الذي يملك كل شيء وبيده كل شيء ويتصرف في كل شيء.
إذن فسيكون التابع أميرا عزيزا حرا لأنه تحرر من التبعية إلى المخلوقية إلى الخالقية .
وهنا سيستنشق عبير الحرية وسيتمتع في نعيمها.
وما قلته يصدقه آيات وأحاديث كثيرة ادقها قوله تعالى على لسان امرأة عمران لما قالت رب إني نذرت لك ما في بطني محررا
فلم تقل عنه عبدا وإنما وصفته بالحرية أي محررا من أغلال التابعية للمخلوقية إلى فضاء التابعية للخالقية.
وفي المقابل قال صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم.
سماه عبدا ولم يسمه حرا رغم أنه حر عند نفسه له مال يعمل به ما شاء .
ولكنه في الحقيقة عبد للمادة المخلوقة العاجزة المهينة تابعها.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.