لعل الله يحدث بعد ذلك امرا

عن الأستاذ سلطان العمري بتصرف

يا ترى كم هي الأقدار التي تألمنا لها وقت نزولها وجرت لها دموعنا ورُفعت في طلبها أيدينا ، ولكن يا ترى هل كان لدينا نور هذه الآية ( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) [ الطلاق: 1 ]

حينما نحزن لفقد قريب أو مرض حبيب أو فوات نعمة أو نزول نقمة ، قد ننسى أو نجهل أنه قد يكون وراء تلك الأزمة ” منحة ربانية وعطية إلهية “.

تلك الأم التي فقدت بر أبنائها ، وتألمت لعقوقهم ، نقول لها ( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) فلعل الله أن يهديهم ويشرح صدورهم ويأتي بهم لكي يكونوا بك بررة وخدام , فافتحي يا أمنا باب الأمل وحسن الظن بالرب الرحيم الرؤوف الودود .

في المستشفيات مرضى طال بهم المقام ، وأحاطت بهم وبأقاربهم الأحزان ، فلكل واحد منهم نقول ( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) .

فلعل الصبر رفع الدرجات في جنان الخلد ، ولعل الرضا أوجب لك محبة الرحمن ، ولعل الشفاء قد قرب وقته وحان موعده .

في ذلك المنزل أسرة تعاني من مصيبة الديون وتكالب الأزمات المالية ، فرسالتي لراعي تلك الأسرة ( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) .

تمسك بالأمل مهما كان حلمك مستحيل، واهمس لقلبك “ان الله على كل شيء قدير”.. وفي اللحظة التي تشعر فيها أن كل شيء يعكس رغباتك تذكر قوله تعالى: ” لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا”.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.