طوفان الأقصى.. ماذا يعني تبديل حماس لمقاتليها واستمرار الاشتباك خارج غزة؟

لـ3 أيام متتالية تواصل الاشتباك بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال في عدد من المستوطنات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة، وصولا إلى مدن تبعد عشرات الكيلومترات جنوب إسرائيل، في حين لم تتضح معالم اليوم الرابع من معركة “طوفان الأقصى”.

وبالتزامن مع القصف بالصواريخ، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في ثاني أيام المعركة أنها أجرت تبديلا بين عناصرها في الميدان، ولاحقا أعلنت أسر مزيد من جنود الاحتلال، بينما يواصل جيش الاحتلال قصفه المكثف لقطاع غزة وتعزيز قواته في الجنوب.

الجزيرة نت توجهت إلى اللواء الفلسطيني المتقاعد واصف عريقات، وسألته عن الأهمية والدلالة العسكرية لاستبدال عناصر حماس في أوج المعركة، واستمرار نقاط اشتباك مقاومين مع جيش نظامي وخارج قطاع غزة، وإمكانية توجه الاحتلال لمعركة برية.

-اللواء المتقاعد واصف عريقات- خبير عسكري – الصورة من حسابه على فيسبوك
عريقات: استبدال العناصر حتى ثاني أيام المعركة علامة قوة (موقع التواصل)
وفجر السبت، أعلن القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف إطلاق عملية “طوفان الأقصى”، ردا على اعتداءات الاحتلال والمستوطنين بحق الشعب الفلسطيني، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.

يقول عريقات إن استبدال العناصر من قبل حركة مقاومة يقوم عملها على السرية “علامة قوة” ودليل على توفر طرق آمنة، مشيرا إلى أن تدمير نقاط عسكرية ونقاط مراقبة في الساعات الأولى للهجوم قد يكون ساعد في ذلك.

وأضاف أن المقاتلين بقوا في مسرح العمليات بالمستوطنات والمناطق التي أغاروا عليها وقتا طويلا، خلافا لنمط العمليات المعهود.

وتابع أن من مؤشرات القوة أيضا “أن المقاومة ما زالت تُغِير حتى اليوم الثالث على بعض الأهداف العسكرية والمستوطنات في غلاف قطاع غزة”.

عاجل | الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة:

⚫️ تمكنت قيادة القسام خلال الساعات الماضية من ليلة أمس وفجر اليوم من استبدال بعض القوات في مواقع القتال بقوات أخرى وتنفيذ عمليات تسلل جديدة لإسناد المجاهدين بالعتاد والأفراد على عدة محاور.

⚫️ ندعو شعبنا في كل ساحات الوطن وأمتنا… pic.twitter.com/aI2x6Za1W4

بين المبادءة والعجز
وتابع أن ذلك يعني “أن المقاومة الفلسطينية ما زالت بخير، وما زال عنصر المُبادَءة والسيطرة والقيادة موجود عندها، بينما الجيش الإسرائيلي عاجز عن مواجهة المقاومة الفلسطينية حتى الآن ووضع نهاية لها”.

وأشار عريقات إلى اعتراف الجيش الإسرائيلي ظهر الاثنين بوجود 6 بؤر يشتبك فيها مع المقاومين الفلسطينيين، ولم يعلن السيطرة على المواقع التي سيطروا عليها خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وعن قراءته لكثافة القصف الإسرائيلي لقطاع غزة قال “حينما يعجز الجيش عن مواجهة المقاتلين في الميدان، يلجأ إلى استخدام الحرب والمعدات القتالية عن بعد”.

وأضاف “في الحالة الإسرائيلية يستخدم الاحتلال الطيران والمدفعية ويقتل المدنيين لأنه غير قادر على وقف إغارات المقاتلين الفلسطينيين، معتقدا بذلك أنه سيؤثر على قيادة المقاومة ويضغط عليها ويدفع الحاضنة الشعبية بعيدا عن احتضانها للمقاومة”.

عن احتمال إقدام إسرائيل على خوض عملية برية في قطاع غزة، قال عريقات إنها ليست المرة الأولى التي تُهدد فيها إسرائيل بالعملية البرية، وليست المرة الأولى التي حاولت فيها إسرائيل تنفيذ عملية برية.

وأشار إلى حرب 2014، حين فشلت إسرائيل في محاولة خوض حرب برية وخسرت قتلى وكان لها أسرى من الجيش “تلك المحاولة مازالت ماثلة في الأذهان عند الإسرائيليين”.

المتحدث باسم كتائب القسام: “تمكنا خلال الساعات الماضية من استبدال بعض القوات بمواقع القتال بقوات أخرى “أسندنا مجاهدينا في سديروت من خلال قصفها بمئة صاروخ”#الجزيرة pic.twitter.com/7Vh1p8LBcM

بين الإمكانية والقدرة
من حيث الإمكانيات، يضيف عريقات، فإن لدى الجيش الإسرائيلي إمكانيات لا أحد ينكرها، لكن هناك فرق بين “الإمكانيات” و “القدرة”.

ويوضح “القدرة تعني أن الجندي الإسرائيلي سيُسخّر هذه الإمكانيات ويستخدمها في أرض المعركة، لكن هذا فعليا في حالة معنوية متدنية جدا، وخاصة عندما يشاهد الصور التي تثبها المقاومة الفلسطينية من اعتقالات وقتل وجرح في صفوفه، ومن بسالة للمقاومين الفلسطينيين”.

وتساءل الخبير الفلسطيني “إذا لم يكن لدى الجيش الإسرائيلي معلومات عن عملية طوفان الأقصى -وهذا فشل أمني واستخباري- فهل لديه معلومات عن قدرات المقاومة؟ وهل لديه معلومات عن مواقعها؟ وهل ستقاتل فوق الأرض أم تحت الأرض؟”.

كما تساءل عريقات “هل لدى الجيش الإسرائيلي معلومات عن الأساليب التي ستقاتل بها المقاومة؟ هل لديه معلومات عن القدرات التسليحية خاصة صواريخ الكورنيت والمضادة للدبابات والمضادة للطائرات؟”.

وأضاف أن كل هذه الأسئلة لا بد من الإجابة عليها قبل البدء في عملية برية “وفي كل الأحوال إذا أقدمت إسرائيل على العملية البرية فإن المقاومة ستوقع بها خسائر وستكون الفاتورة عالية والخسائر كبيرة عند العدو الإسرائيلي، فهل يستطيع نتنياهو أن يتحمل هذه الخسائر؟”.

ويشير عريقات إلى تساؤلات أخرى عن هدف المعركة: هل هو إعادة احتلال قطاع غزة والبقاء فيه؟ مؤكدا أن هذا الخيار غير ممكن لأنه الكثافة السكانية في القطاع مختلفة تماما عنها في الضفة الغربية، ولأن غزة عندما انسحبت منها إسرائيل عام 2005 تختلف عن غزة اليوم “اليوم غزة عبارة عن ثكنة عسكرية وغابة من البنادق والأسلحة”.

#عاجل | الناطق باسم كتائب القسام: معاركنا لا تزال مستمرة في مواقع عديدة على الأرض#عملية_طوفان_الأقصى pic.twitter.com/jcqcWxeVom

رد اعتبار
ويرى عريقات أنه ليس من السهل على إسرائيل أن تنفذ تهديداتها بعملية برية، وإذا أرادت ذلك فهذا من باب رد الاعتبار لجيشها بعمليات إغارة واختراق لبعض المحاور والانسحاب أو البقاء ليوم أو يومين.

وعن اتجاهات المعركة في الأيام القادمة، يشير المحلل الفلسطيني إلى أن “إسرائيل تضع نصب عينيها الجبهة الشمالية والحدود مع لبنان التي تشكل قلقا لها، خاصة مع وجود رسائل متبادلة منذ يوم السبت الماضي، قصف وقصف عاكس”.

وختم بأن الأمور مرشحة لأن يكون هناك أكثر من جبهة، خاصة أن حزب الله أعلن في بيان أنه غير محايد، أي أنه مشارك في حالة إسرائيل نفذت تهديدها وقامت بعملية برية”.

المصدر : الجزيرة

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.