رسولُ الله في خيبر فكونوا معه !

1. أتعلمون أنّ رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه توجّه إلى خيبر وهي في قوة منعتها واكتمال استعدادها، وكانت قريشٌ قد أجمعت أن رسول الله سيُهزم فيها، وتراهنوا على ذلك.
2. وكانت خيبر أول عملية حصار مدن في تاريخ العسكرية الإسلامية، فهي تجربة أولى لا سابق لها.
3. ولم تكن خيبر حصناً كبيراً أو ساحة معركة، بل كانت ثلاث مناطق عسكرية، في كل منطقة عدة حصون حجرية شاهقة منيعة محاطة بغابات النخيل الكثيفة المليئة بالكمائن تستطيع الصمود لأشهر لكثرة مستودعاتها ووفرة مياهها داخل الحصون والأنفاق الموصلة إليها.
4. ولم يعلن رسول الله النفير إلى هناك فلم يأخذ معه سوى مَن شهِد الحديبية وبايعوه بيعة الرضوان تحت الشجرة، وهم نحو 1500 من أصحابه، وهم النخبة المختارة الصادقة ذوو المعنويات العالية التي لا تنكسر.
5. وأمضى رسول الله في حصارهم أكثر من أربعين يوماً أو ثلاثة أشهر في طقس شديد الحرّ تنتشر فيه أمراض الملاريا والحمّيّات مع انتشار الحرائق التي تسبب الرمد والحسّاسية.
6. عندما وصل المؤمنون إلى خيبر ظلوا عشرة أيام لا يجدون ما يأكلون إلا من زادٍ قليل لا يُشبِع حتى شكوا إلى رسول الله الجهد والضعفَ، واعتذر لهم رسول الله بأنه لا يجد ما يَقْريهم ويطعمهم.
7. واجتهد رسول الله في الدعاء لأصحابه: اللهم إنَّكَ قد عرفتَ حالَهم وأَنْ ليست بهم قوَّةٌ، وأنْ ليس بيدي شيءٌ أعطيهم إيَّاهُ، فافْتَحْ عليهم أَعْظَمَ حصونها عنهم غَنَاءً، وأكثرَها طعاماً وودَكاً!
8. وبلَغ من شدة جوعهم أنهم ذبحوا الحمير الأهليّة، ونصَبوا على لحمها القُدور، فجاءهم أمرُ رسول الله ألّا يأكلوها فاستجابوا وهم جائعون.
9. وكانت العرب المتحالفة مع الخيبريين قد استنفرَت لنصرتهم مقابل نصف ثمار خيبر أو كل ثمارها لسنة، وكان تعداد قوتهم ستة أضعاف جيش رسول الله.
10. لقد صبر رسولُ الله وأصحابه أشهراً قاسية في حصار هؤلاء حتى أغنمهم الله أرضهم وديارهم وأموالهم، وبات الجميع آخِر الأمر في سعة عظيمة ورزق وفير فأبشِروا واصبروا حتى يأذن الله، ولا يرى عدوّكم منكم انكساراً أو ضعفاً !
د. أسامة الأشقر

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.