دور وسائل الإعلام في بناء الوعي الاجتماعي

خالد بن عبد العزيز آل ثاني

تؤدي وسائل الإعلام بشتى أنواعها دورًا كبيرًا في تشكيل الوعي المجتمعي لدى قطاع كبير من الأفراد من جهة، والمجتمعات من جهة ثانية، سواء أكانت الرسالة سلبية أم إيجابية، فالإعلام سلاح ذو حدين، إما أن يسهم في تعزيز وترسيخ القيم والعادات السليمة، وإما أن يكون معول هدم لها، ومن هذا المنطلق يقع على عاتق القائمين على هذه الآلة في عالمنا العربي والإسلامي دور كبير في انتقاء ما يعرض في شتى وسائل الإعلام من إذاعة أو تلفاز أو غيرهما.

أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تؤدي دورًا رئيسًا في بناء الوعي، وصارت ركنًا أساسيًّا للتواصل اليومي واستقبال المعلومات بالنسبة لكثير من الأشخاص في العالم

فواجب هذه الوسائل نحو المجتمع هو بنـاء وعـي جماهيري، وتوجيه المجتمع نحـو انتقـاء المحتـوى الإيجـابي القيـم والمفيـد، وتشـجيع أبنائه عـلى المشـاركة في تقديـم وتطويـر محتـوى متميـز، واسـتخدام التكنولوجيـا الحديثـة في إيجـاد مضامـين إعلاميـة مبتكرة، وذلـك بهـدف الضبـط الإعلامـي وبنـاء الـذوق العـام للمجتمـع والارتقـاء بمنظومـة القيـم والأخـلاق فيه.

ومع الاعتماد المتزايد على الإنترنت، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تؤدي دورًا رئيسًا في بناء الوعي، وصارت ركنًا أساسيًّا للتواصل اليومي واستقبال المعلومات بالنسبة لكثير من الأشخاص في العالم، فهناك من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للترفيه وتقضية الوقت، وربما لإضاعة الوقت، وآخرون أدركوا مدى قوة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، فاستخدموها بشكلها الإيجابي الفعال.

وفي هذه الوسائل يحصل النقاش البناء، واحترام الرأي الآخر له دور كبير في بناء الوعي وعكس صورة حضارية للمتحاورين، ويمنح المشاركين والمتابعين العديد من الفوائد والأجوبة المقنعة. لذا يقع على عاتق ناشطي ورواد التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) أن يتحملوا مسؤوليتهم في المحافظة على القيم والعادات الإسلامية والعربية، وأن تكون الأخلاق معيارًا حاكمًا وأساسًا محركًا للطرح بعيدًا عن الإسفاف والتفاهة والسقوط.

دولة قطر بشتى مؤسساتها الإعلامية من إذاعة وتلفاز وقنوات فضائية ومنصات إعلامية، ومواقع تواصل اجتماعي لعبت دورًا مهمًّا وبارزًا في غرس القيم والأخلاق

ويجب على النشطاء أن يتحلوا بالأمانة فيما يطرحون، وألا ينشروا الإشاعات التي من شأنها تزييف الوعي، وهدم كيان المجتمع، وأن يجعلوا من أنفسهم رقباء على ما يعرضون ويكتبون حتى لا نعيش في دوامة من التخبط واللامصداقية، التي من شأنها أن تضر بكيان الدولة، وبالتالي تنعكس سلبًا على الفرد والمجتمع.

ومما تجدر الإشارة إليه هنا، أن دولة قطر بشتى مؤسساتها الإعلامية من إذاعة وتلفاز وقنوات فضائية ومنصات إعلامية، ومواقع تواصل اجتماعي مارست دورًا مهمًّا وبارزًا في غرس القيم والأخلاق، والمحافظة على عادات وتقاليد المجتمع القطري، إلى جانب صناعة منظومة إعلامية محافظة تقدم نموذجًا ومثالا للدور الذي ينبغي أن تكون عليه وسائل الإعلام في عالمنا المعاصر..

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.