تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

تهنئة غير المسلمين بأعيادهم..كل عام إذا سكتنا لم يسكت الذين يسارعون إلى إباحتها باستدلالات أبعد ما تكون عن العلم! فنقول:
تهنئة غير المسلمين بأعيادهم لا تجوز، وكذلك إظهار هذه الأعياد مثل “شجرة عيد الميلاد”وصنع الكيكات التي عليها شعائرهم.
ومهمتنا كمسلمين هي دعوتهم إلى دخول الإسلام، لا مجاملتهم على أديانهم وتهنئتهم بما يعتقدون انه ميلاد الرب أو ابن الرب !
وهذه التهنئة لم يفعلها نبينا ﷺ، أبرُّ الناس وأرحم الناس وألطف الناس بالناس، ولا صحابته ولا تابعوهم، ولا أحد من علماء الأمة عبر أربعة عشر قرناً حتى جاء عصر الانهزامية والميوعة الذي نعيش فيه.
بل نعلم أن النبي ﷺ دعا الغلام اليهودي الذي كان يخدمه إلى الإسلام قبل موته فخرج من عنده وهو يقول: ((الحمد لله الذي أنقذه بي من النار)). ولم يجامل الغلام ويهنئه بعيده!
فلا يجوز لأحد أن يزاود على رسول الله ﷺ ومَن بعدَه في الرحمة واللطف وحسن العشرة !
ولا يصح أن نقول: “كما يجاملني في ديني علي أن أجامله في دينه”، فالدينان لا يستويان.
ولا يصح أن نقول: كما أرى ديني حقا فهو يرى دينه حقا. فالعبرة ليست بما يراه وإنما: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
أحسنَ إليك وجاملك وكان لطيفا معك؟ إذاً فخير وفاء له ولجميله هو أن تدعوه إلى دين الله لتنقذه من النار. هذا هو اللطف
الحقيقي، بينما عندما تتركهم دون دعوة ثم تهنئهم بتهنئة تعني: (ابقوا على ما أنتم فيه، تهانينا لكم)! فهذا ليس لطفاً، بل: مخادعة!
إذ كيف تهنئهم بشعائر دينهم الذي يجب عليك أن تدعوهم إلى الخروج منه؟!
فكيف إذا علمنا أن هذه المناسبة في أصلها وثنية وطقوسها وثنية، وكما يوضح بات بيتيرسون، أحد أشهر رجال الدين النصارى بأمريكا، والذي يقول أن يوم الكريسماس الوثني الذي كان يسمى (ساترنيليا)، كانت تُعَطل فيه القوانين في الدولة الرومانية ويطوف المغنون في الشوارع عراةً يغنون، وتقام فيه حفلات جنس جماعي. يعني يوم فسوق وعصيان وسقوط لكل القيم الأخلاقية. فعندما ظهرت المسيحية في إيطاليا لم يرغب الناس في التخلي عن هذا العيد، فقالوا: “خلص، سنقول أن ميلاد المسيح كان في هذا التاريخ” !!
أما مشاركة غير المسلمين في مناسباتهم الاجتماعية، كتعزيتهم ومواساتهم في المصائب وتهنئتهم…هذا كله لا حرج في فعله بألفاظ منضبطة شرعا، ولا علاقة له مطلقا بتهنئتهم بأعيادهم المتعلقة بأديانهم.
وليعلم من يعترض على هذا الكلام أن لدي طلابا وزملاء ومعارف نصارى، وعلاقتي معهم جيدة جدا على الرغم من عدم مجاملتهم على دينهم، علاقة تقوم على العدل والإحسان والحرص على نفعهم دينا ودنيا. وأرى منهم في المقابل احتراما وتقديرا. وأسلم بعضهم بدعوتنا بفضل الله تعالى.
قال الإمام ابن القيم، وقد كان من أرق الناس قلبا وأحرصهم فيما نحسبه على هداية البشرية: “أما تهنئتهم بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق، وذلك مثل أن يهنئهم بأعيادهم فيقول : عيدك مبارك. أو تهنأ بهذا العيد. فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .. فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر، فقد تعرض لمقت الله وسخطه”.
فادْعُهُم إلى الكلمة التي اتفق عليها الأنبياء والمرسلون أجمعون، بتوحيد الله وترك الشرك، كلمة الإسلام:
( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) ).

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.