اذا أفاقت الأمة!!

انتهت اللعبة ، والأمة النائمة إذا صحت فهي مشكلة {لأعدائها}

كتبت منى خليل عبد الرحمن

فقالت :

في بريطانيا كان جاري الإنكليزي – الذي كان يكبرني بخمسة وثلاثين عاماً على الأقل ، والذي كان محاضراً جامعياً في التاريخ العربي القديم والدراسات الإسلامية ، في النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي
يلاطفني بأسلوب دافئ رصين ، كوني أشبه إلى حد كبير ابنه الذي كان يقيم في ماليزيا ، وزوجته الأردنية …
وقد شجعني أسلوبه في معاملتي ، على الحوار الذي كان معظمه يأتي رداً على كثير من أسئلتي المعلقة والمشحونة بعاطفة قومية مشتعلة ..

وصفه ، أو قل رأيه ، أو تحليله ، أو قل ما شئت لايزال حاضراً بعقلي الواعي ، وعقلي الباطن ، وهو :
أنتم أمة تنام ولكن لاتموت ! وما علينا إلا أن نبقيكم نياماً قدر استطاعتنا
سألته:
لماذا كل هذا العَداء ؟
وما الذي يضيركم إن أفقنا ؟
أجاب:
هذا سؤال كبير ، الجواب عليه ليس بسيطاً .. إنما سأحاول الإختصار بقدر الإمكان :

قبل ١٤٠٠ عام كانت أساليب وأدوات الحضارة اليونانية القديمة والرومانية التي ورثتها وأخذت عنها كل شيء تبسط نفوذها السياسي والإقتصادي والثقافي والديني على العالم القديم بما فيه بلادكم – العالم الذي من ضمنه الجزيرة العربية.

كان مجتمع الجزيرة العربية يتشكل من قبائل مختلفة متناحرة ومتناثرة دائمة التذبذب والإنتقال والأهواء والأغراض ، مفككة الأوصال متفانية في حروبها يقاتل بعضها بعضاً ؛ مرة يدخلون في أهل العراق تبعاً للفرس ، وأخرى في أهل الشام تبعاً للروم ، ولم يكن يجمعها من الدوائر والتشكيلات الإدارية والسياسية والإقتصادية بعد سقوط الممالك اليمانية الحميرية إلا شكل بسيط ظهر في نهاية القرن السادس الميلادي بعد الغزو الحبشي للجزيرة وهو :
حلف الفضول الذي جاء مباشرة بعد حرب الفجار
كان المشهد يبدو في منتهى الاستقرار في هذه المنطقة من العالم تحت حكم الفرس والرومان .
فجأة ظهر رجل اسمه محمد
{أضيف أينما ورد: صل الله عليه وسلم}
الذي سماه قومه:
الصادق الأمين ، والذي اكتسب صفات الزعامة والشرف والرأي والعزم والحزم والحلم ، والتأمل والنبوءة ، فأثرت تأملاته عن عقل خصب وبصيرة نافذة توجت بالنبوة ..
قام محمد{صلى الله عليه وسلم} وعلى مدى ثلاثة وعشرين عاماً بإنضاج برنامج تجاوز فيه حدود المعجزات ، وذلك من خلال سلوكه الشخصي ، ورسالته السماوية ، بتوحيد قبائل عرب الجاهلية التي كان من صفاتها الدنايا والرذائل التي ينكرها العقل السليم ويأباها الوجدان ، وفي الوقت نفسه ، كانت فيهم الأخلاق الفاضلة المحمودة من كرم ، ووفاء ، وإغاثة ، وعزة نفس ، وعزم ، وحلم ، وصدق ، وأمانة ، ونفور من الغدر والخيانة ..

🔹قام بتوحيدهم وصهرهم في بوتقة أخلاقه وتعاليمه السماوية حتى أصبحوا على ما يريد.. .
وما وعده ل سراقة بسواري كسرى إلا كأنه يقول :
إني أصنع أمة سيكون ان ترث الأرض من بعدي.. .
🔹استطاع الإسلام بوثبته الهائلة الإنتصار على الروم في اليرموك {٦٣٦م} وعلى الفرس في القادسية {٦٣٨م}* .
ومع انكسار الروم والفرس بدأ العرب المسلمون بالتوسع والسيطرة على العالم القديم ، فأصبحت الدولة الجديدة تمتد من فرنسا غرباً وشمالاً ، إلى الصين شرقاً وذلك في القرن الأول من ميلادها ..

🔹إذن ، أنشأ *محمد* – صل الله عليه وسلم- رجالاً يمكنك وصفهم بكل شيء إلا أنهم دون الملائكة ، وذلك من خلال تقديمه لوعد معلق في السماء ..

فكيف نترككم الآن لتحقيق وحدة قومية عربية إسلامية ، حدودها من الغرب إلى الشرق ١٢٠٠٠ كم ، ومن الشمال إلى الجنوب ٨٠٠٠ كم ، بمصادر طبيعية هائلة ، إن توحدت وبشعبٍ فتي إذا اقتنع سيصنع المعجزات خلال فترة نسبية قصيرة.
🔹أنتم قلب العالم ، فإذا أصبح قلب العالم سليماً معافى تبعته الأطراف !!

*🔹إذن ، ماعلينا إلا إبقاؤكم نياماً بقدر مانستطيع* إننا لا نستطيع أن نميتكم مادام القرآن فيكم ..
*🔹أنتم أمة تنام ولكن لاتموت* !!!
*🔹فعلينا تأجيل يقظتكم بقدر المستطاع*.
*🔹نحن نصنع نخبكم السياسية والإقتصادية والإعلامية ، فتكون مجبرة عن وعي ودراية أو بدونهما أحياناً على تنفيذ مانريد* ..
🔹أخذ نفساً عميقاً من غليونه ، بق وأردف قائلا :
*هل أجبت على سؤالك؟*

*قلت: نعم ولا ..*

*قال : ماهي لاؤك ؟*

*🔹قلت: أشرت في حديثك أكثر من مرة إلى كلمة *”نحن”* ..

*فمن أنتم*؟؟؟

قال:
*نحن زعامة العالم ، الدول العميقة في الولايات الأمريكية المتحدة ، وإسرائيل ، وبريطانيا ، وأوروبا ، وحلف الأطلسي ، ووكالات المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية والأوروبية ، وهيئة الأمم ، والجمعيات السرية ، والمتنورين ، والماسونية ، وفرسان المعبد ، وأرباب المال ، وتجار السلاح ، وبارونات النفط ، وأساتذة الجامعات* …
وحتى أكون أكثر تحديداً:
*المسيحية – اليهودية – الصهيونية، وكي يزداد عجبك أضيف ، الشيوعية ايضا* …
هذا التحالف الهائل هو الذي يقوم
*بتنفيذ عمله الأوركسترالي المنظم* مستخدماً وسائله الجبارة من ثقافة وإعلام واقتصاد وعسكرة وتسخير ديني *للحفاظ على إبقائكم نياماً*..

همست بما يشبه الأنين:
*أمة تنام ولكن لا تموت* إنتهى …….

والله تكتب هذه المقولة بماء الذهب ، ويا ليت قومي يعلمون من معهم!!! ومن عليهم!!! حتى تعود لأمة الحبيب المصطفى عزتها وشرفها …
وأقول :
على كل واحد منَّا ، أن يربي نفسه ، ويربي أبناءه وأهل بيته على الإسلام ، ومن حوله قدر الإستطاعة ، ويستعد لنهضة هذا الدين من جديد ، وأبشر فإنه قريب

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.