على هامش فوز المغرب على اسبانيا

الحمد لله .. وبعد،
بالنسبة لي ورغم حبي الشديد لبلاد المغرب وقطعًا فرحتي بمبيت إسبانيا ليلة حزينة زادهم الله حزنًا، لكن مشاعري الشخصية أن هذا الفوز يثير في النفس شجنًا وحنينًا .. فأما الشجن فحيث سقوط الأندلس بذكراها الأليمة من ضعف بعد قوة وهزيمة من بعد غلبة .. وأما الحنين فهو ذاك الحنين الساكن صدور المسلمين حيث بلادنا القديمة تلك وقد حُرمناها.

يُخيل إليّ أن ما من مسلم يغير على دينه ليلتنا هذه في هذه الدنيا إلا ويتمنى عودة الأندلس بلاد أجدادنا إلى أحضان المسلمين.

للأسف الشديد فوز المغرب الليلة لا علاقة له بفتح الأندلس؛ لأن البلاد لا تُفتح باللهو واللعب؛ بل تفتح بالدين والعقيدة وفداء الديار والأوطان بالنفس قبل المال.

هذه المعاني المبكية قد ينزعج من استحضارها بعضكم، أو يراها نوع تكلف؛ لا أدري ربما لم أحسن التعبير عما يجول في صدري.
لكني أظن أننا فعلًا نتوق حد السماء أن تعود إلينا الأندلس فنفرح فرحة حقيقة فرحة دين واعتقاد وهوية وتاريخ، لا فرحة لهو وفق قواعد الفيفا وصناعة الترفيه العالمي.
بيد أن مثل هذه الانتصارات الكروية قد تقرب المعنى من بعد الإياس وتثير الشجن من بعد النسيان والألم من بعد التبلد.

مع الاعتذار طبعًا لمن يراني أفسد عليه فرحته.
والله المستعان

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.