العبيد والأحرار ليس لهم لون أو جنس أو دين

بقلم :ادهم شرقاوي

الأحرارُ يقفون مع الحقِّ والعبيدُ يقفون مع القوة لهذا دوماً تجد الأحرارَ مع الضحيّةِ والعبيدَ مع الجلّاد!

هذه العبارةُ واحدةٌ من أجمل ما قرأتُ في حياتي، الطريفُ في الأمر أني قرأتها على شاحنة لنقل الخضار! ولا يقدحُ بجمالِ الأشياء على أيِّ شيءٍ كُتبت، فقد كتبَ كتّابُ الوحي الأوائل الآيات الشريفة على سعف النخل والحجارة، فما نزل من قدرها شيئاً، وقد كُتبت حماقات كثيرة على ورقٍ فاخرٍ وصارتْ روايات ولم يستطع الورقُ الفاخرُ أن يجعلها أدباً! وعلى رأي أجدادنا: ماذا تفعلُ الماشطة بالوجه العكر؟!

وعوداً على ذي بدء، تحديداً عند العبيدِ والأحرار، رفضت الإيطالية جوزيبينا ماريا نيكوليني الأسبوع الماضي أن تحضر إلى ألمانيا لتستلمَ جائزة تكريمٍ لمساهمتها في إنقاذ أرواح كثيرٍ من المهاجرين الذين غرقتْ مراكبهم في عرض البحر، فهي رئيسة بلدية جزيرة لامبيدوزا، وقد علّقتْ معللة سبب رفضها الحضور قائلة: سيكون على ذات المنصة الشاعر السوريّ أدونيس وأنا لا يشرفني أن أصعد على منصة عليها شخص يؤيد قاتل شعبه!

مضى ذلك الزمن الذي يُصنفُ فيه العبيدُ والأحرارُ بحسب لون البشرة، وصارَ ما يميّزُ بينهم المواقف، وقد لقّنت الحرة نيكوليني العبد أدونيس درساً قاسياً على اعتبار أن العبيد يتعلمون! وأدونيس ليس إلا فرداً من عبيد وإماء سفاح القرداحة، فهم كثير.. منهم دريد لحام الذي ارتزق كثيراً بمسرحيات محمد الماغوط، وصدّع رؤوسنا بفساد السلطة في «كأسك يا وطن» و»ضيعة تشرين» ثم لما وقف الناس معه في الذي كان ينتقده، انقلب على نفسه، كمن يقول: لا تفسدوا عليّ عبوديتي!

واتضح أن هجاء السلطة لم يكن إلا بهدف التنفيس عن الناس، وأن البعضَ لا يمكنه أن يخرجَ من تحتِ عباءةِ السلطة كما كان نزار قباني من قبل ينتقدُ الاستخبارات ثمّ يستعين بها على منتقديه!

نتركُ هؤلاء العبيد لما هم فيه وننتقلُ إلى الأحرار، الأسبوع الماضي أيضاً عندما كانت نيكوليني تنسحبُ من ملاقاة أدونيس، كان الطفل التونسي الحُرّ محمد حميدة ينسحبُ من بطولة العالم للشطرنج لأطفال المدارس بعد أن رفض مقابلة طفلٍ اسرائيلي وقال: «لن أواجه قاتل إخوتي في مجرد لعبة، الأصح أن أواجهه على أرض القدس»!

كما أن العبيد والأحرار ليس لهم لون أو جنس أو دين، كذلك ليس لهم عُم

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.