1 استشهاد الرئيس محمد مرسي الضمير العالمي، والأمة الاسلامية

الأستاذ الدكتور خورشيد أحم

أصبح اليوم السابع عشر من شهر يونيو من العام (2019) ذو أهمية ومكانة لا تُنسى في تاريخ مصر.
فلقد كان اليوم السابع عشر من شهر يونيو من العام (2012) يوماً مشرقا، حين إجريت في مصر الجديدة (التي أُلقيت بذورها عام 1952م بعد انتهاء عهد الملك فاروق) أول انتخابات جمهوريه نزيهه، وانتُخب الدكتور محمد مرسي عيسى العيّاط – مرشح حزب الحرية والعدالة – رئيساً لمصر، ولكن للأسف فقد أفلت شمس الديموقراطية التي كادت أن تشرق في سماء مصر قبل أن تتربع في كبد السماء وتنير البلاد ، إذ قام عبد الفتاح السيسي المتعطش للسلطة بإيعاز من قوى خارجية بنشر الفوضى والدمار لأيام معدودة، ثم قام بعد ذالك بانقلاب عسكري على مؤسسات الدوله وعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، وذلك بعد سنة واحدة وثلاثة أيام من تسلم مرسي مقاليد الحكم. تربع السيسي على كرسي الحكومة ممسكا بزمام السلطة بكل بطش وجبروت، فغربت شمس الحرية والديمقراطية التي كادت أن تشرق على سماء مصر، وبدأ بذلك استبداد فرعوني في القرن ال21 والإرهاب المدعوم من الحكومة، ومن كبرى جرائمه واستبداده ما كان في اليوم السابع عشر من شهر يونيو عام (2019) بعد سبع سنين بالضبط، حينما استشهد الرئيس المنتخب محمد مرسي في المحكمة.
إن هذا الحادث المؤلم قد هزّ وجدان كل حر شريف مناهض للظلم والاستبداد حول العالم وأولهم الشعب المصري، وقد أجمع مسلمي العالم بضرورة القيام بالخطوات الجديدة ضِدّ النظام الظالم والحكم، والسلطة المبنية على الظلم الاستبداد. ومن كانوا يظنون أن حياة الرئيس الدكتور محمد مرسي خطر عليهم، وكانوا على حسن ظنٍّ منهم أنهم سيأمنون بعد اطفاء مشعل حياته، عليهم أن يعلموا أن استشهاد محمد مرسي سيكون وبالاعليهم وخطراً على نظامهم القائم على الظلم والجور إن شاء الله، وهذا من سنن الله في الكون {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 62].
وما أصدق ما قال البروفيسور الدكتور عبد الله الريان بجامعة جورج تاون بواشنطن في مقاله الذي نُشر في “الجزيرة ويب بيج”، الذي يمكن أن نرى من خلاله لمحات المستقبل:
“وبذلك قد وصل عصر حُكمه قبل ابتدائه في الحقيقة إلى نهاية غير مُرضية، وكان عصر حُكم مرسي ليس أكثر من أمل مؤقت وموهوم نحو المستقبل الديموقراطي، الذي رأيناه حينما جلس مرسي على منصب الرئاسة بعد مدة طويلة من حكّام عديمي الرحمه والدكتاتوريين.
ولكن خليفته “القائد العام للقوات المسلحة السيسي” سيشعر قريباً أنه ما أصعب إطفاء نور مشعل الأمل”يعني الإحياء للديموقراطية”، فبعد ستّ سنين من هذا الانقلاب العسكري، هناك عدد كبير من مواطني مصر الذين يرون الحكومة الحالية حكومة غير قانونية وغير شرعية، ومن تلك الأسباب أن حكومة السيسي التي تمتاز بالعدائية واللا انسانية لم تسمح أيضاً أن تقام مراسم دفن الرئيس السابق “محمد مرسي” مع العامة من الجماهير كما ينبغي، بل دفنوه قبل طلوع الشمس مستعجلين متحيّرين لا يعلمون كيف ينتهون عما كانوا فيه، ولم يُسمح إلا لثمانية أشخاص بالمشاركة في مراسم الدفن. (الجزيرة،24 يونيو، 2019م)

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.