سر إخفاء ليلة القدر

إنما سميت ليلة القدر بذلك الاسم، لعظيم شرفها وفضلها، وعميم خيرها، وكيف لا؟!
وقد شهدت هذه الليلة نزول أعظم الكتب، قال تعالى: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ”.
لكنّ حكمة الله اقتضت أن يخفى توقيت هذه الليلة عن عباده، ليبلوهم أيهم أحسن عملًا.
قال البغوي:
أبهم الله هذه الليلة على هذه الأمة، ليجتهدوا في العبادة ليالي رمضان طمعًا في إدراكها.
كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة.
وكما أخفى اسمه الأعظم في الأسماء.
وأخفى قيام الساعة، ليجتهدوا في الطاعات حذرًا من قيامها.
وأخفى الإجابة في الدعاء، ليبالغوا في كل الدعوات.
وأخفى قبول التوبة، ليواظب المكلف على جميع أقسام التوبة.
وقال الشيخ ابن عثيمين:
وإنما أبهمها الله تعالى لفائدتين عظيمتين:
الفائدة الأولى: بيان الصادق في طلبها من المتكاسل، لأن الصادق في طلبها لا يهمه أن يتعب عشر ليالي من أجل أن يدركها، والمتكاسل يكسل أن يقوم عشر ليالي من أجل ليلة واحدة.
الفائدة الثانية: كثرة ثواب المسلمين بكثرة الأعمال، لأنه كلما كثر العمل كثر الثواب.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.