فلسطين تواجه صعوبات في إجلاء الطلبة وأفراد الجالية من المدن الأوكرانية الساخنة

بالرغم من نجاح بعض عمليات إجلاء الطلبة الفلسطينيين وأفراد من الجالية في أوكرانيا، على مدار الأيام الماضية، إلا أن وزارة الخارجية أعلنت عن مواجهتها مشكلة في تنفيذ عمليات الإجلاء في بعض المدن.

وأعلنت الوزارة التي شكلت من قبل أربع خلايا أزمة، للتعامل مع الأحداث الدائرة في أوكرانيا، بعد الهجوم العسكري الروسي، أنها ما زالت تواجه مشكلة في إجلاء عدد من الطلبة والمواطنين من بعض المدن، بسبب عدم وجود ممر آمن لخروجهم حتى اللحظة.

وأشارت إلى أن هذا الأمر موجود في مدينة سومي، وقالت في ذات الوقت إنها تعمل من أجل تأمين ممر آمن لإجلائهم من هناك.

وأوضحت أن خلية الأزمة تتابع عملية إجلاء عدد قليل من الطلبة الموجودين في مناطق ريفية بعيدة يصعب الوصول إليها لأسباب مختلفة، وقالت إن تلك الخلية ستتابع عملها من أجل حل مشكلتهم وتأمين إجلائهم بسلام.

وأعلن المستشار السياسي لوزير الخارجية السفير أحمد الديك، في تصريح صحافي، عن إجلاء ما يزيد عن 111 طالبًا ومواطنًا من أوكرانيا منذ يوم الثلاثاء، وذلك بخلاف عمليات الإجلاء السابقة التي خرج بموجبها 700 شخص.

إجلاء 111 مواطنا جديدا وصلوا إلى دول الجوار الأوكراني

وقد وصل عدد من هؤلاء الطلبة صباح الأربعاء، إلى مدينة أريحا، بعد أن جرى إجلاؤهم من أوكرانيا عبر الحدود مع بولندا.

ويؤكد الديك أن عملية إجلاء أعداد إضافية من الطلبة وأبناء الجالية في أوكرانيا متواصلة على مدار الساعة، لافتا إلى أن من بين من أجلوا مجددا كان 38 مواطنا وطالبًا وصلوا إلى بولندا، بمن فيهم طلبة من القدس المحتلة، و31 إلى سلوفاكيا وصولًا إلى المجر، و42 إلى رومانيا.

وأشار إلى أنه تم إجلاء أعداد أخرى إضافية من أوكرانيا، إلى الدول المجاورة، وتوجهت بترتيبات ذاتية مع أقاربها إلى عدد من الدول الأوروبية.

وأوضح أيضا أن سفارات دولة فلسطين في الدول المجاورة لأوكرانيا تشرف على تأمين وجبات ومواصلات وإقامة مؤقتة لهذه الأعداد من الطلبة والمواطنين، الذين تمكنوا من الخروج من هناك.

وأكد الديك أن خلايا الأزمة المُشكّلة تواصل عملها لتأمين إجلاء جميع الذين يرغبون بمغادرة أوكرانيا، وكذلك متابعتها الحثيثة على مدار الساعة لضمان سلامة الطلبة وأفراد الجالية المتواجدين في هناك.

ويتواجد عدد كبير من الطلبة وأفراد من الجالية الفلسطينية وأسرهم في أوكرانيا، وقد أبدت عوائلهم قلقها عليهم في ظل المعارك العسكرية الدائرة هناك، منذ بداية الهجوم الروسي.

ونقلت “القدس العربي” في تقرير سابق مشاعر القلق التي تنتاب الأهالي، وكيفية التواصل المتاحة حاليا للاطمئنان على سلامة أبنائهم، فيما طالبت تلك الأسر من جديد، تحفيض ثمن المكالمات الدولية من شركات الاتصالات الفلسطينية، باتجاه أوكرانيا، لضمان استمرار التواصل في حال انقطعت خطوط الإنترنت.

وسبق وأن أكدت وزارة الخارجية أن جميع الفلسطينيين في عموم أوكرانيا بخير، مشيدة في ذات الوقت بمواقف الجالية هناك وجميع أشكال “التكاتف والتكافل والتعاضد” التي تمارسها مما يخفف من المعاناة وأعبائها.

وطالبت أبناء الجالية والطلبة المتواجدين في المواقع الساخنة بضرورة البقاء في أماكنهم وعدم التنقل والحركة، والتزود بجميع مستلزمات الصحة والسلامة.

جدير ذكره أن الخلايا الأربع المشكلة من قبل وزارة الخارجية، لمتابعة الأزمة، تتمثل في واحدة تعمل في مقر الوزارة برام الله، وأخرى في سفارة دولة فلسطين لدى أوكرانيا، التي شكلت بالشراكة مع رؤساء الجالية، ومسؤولي الاتحاد العام لطلبة فلسطين فرع أوكرانيا، وجهاز المخابرات العامة، وعشرات المتطوعين الفلسطينيين المنتشرين في جميع المقاطعات والمحافظات الأوكرانية، وثالثة وهي ميدانية شكلت في أوكرانيا، وتتنقل بالرغم من الظروف الصعبة للتواصل مع أي طالب أو مواطن بحاجة إلى مساعدة، والرابعة تم تشكيلها من سفراء دولة فلسطين في الدول الحدودية المجاورة لأوكرانيا، وهي: بولندا، ورومانيا، وسلوفاكيا والمجر.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.