أَهْلينَ منَ النَّاسِ

((إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ)) ، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، من هُم ؟ قالَ : ((هم أَهْلُ القرآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ)).

#الراوي : أنس بن مالك 
#المحدث : الألباني
#المصدر : صحيح ابن ماجه
خلاصة حكم المحدث : #صحيح

شـرح_الـحـديـث

القُرآنُ الكريمُ هو حبْلُ اللهِ المَتين ؛ مَن قَرأَه أو حَفِـظَه ، وعمِلَ بما فيها بِنِيَّةٍ صادقةٍ وقلْبٍ مُتيقِّن ، وجعَلَه إمامًا له ؛ فإنَّ له جزاءً عـظيمًا وخُصوصيةً عندَ اللهِ سُبحانَه وتعالى.

وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال :

● “إنَّ للهِ أَهْلِينِ مِن النَّاسِ” ، أي : أهلًا مِن النَّاسِ هم أولياؤُه وأحبابُه ؛ فـ”أهلين” هم الأهلُ ، جُمِعَ بالواو والنون على غَيرِ قياسٍ ، وجمعَه هنا إشارةً إلى كثرتِهم.

● فقال الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم : “يا رسولَ الله ، مَن هم؟”.

● فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : “هم أهْلُ القُرآنِ” ، أي : حَفَـظَةُ القُرآنِ العامِلونَ به ، الذين يتْلونَه آناءَ اللَّيلِ وأطرافَ النَّهارِ ، وإنَّما يكونُ هذا في قارئِ القُرآنِ الَّذي انتفَى عنه جَورُ القلْب ، وذهَبَتْ عنه جِنايةُ نفْسِه ، وتطهَّرَ مِن الذُّنوبِ ظاهرًا وباطنًا ، وتزيَّنَ بالطَّاعة ؛ فلا يكفي مُجرَّدُ التِّلاوة ؛ ليكونَ مِن أهْلِ القُرآن ، حتَّى يعمَلَ بأحكامِه ، ويقِفَ عندَ حُدودِه ، ويتخلَّقَ بأخلاقِه ، كما قال تعالى : {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} [البقرة:121].

● “أهْلُ اللهِ وخاصَّتُه” أي : وهم أولياءُ اللهِ الَّذين اختَصَّهم بمحبَّتِه ، والعنايةِ بهم ؛ سُمُّوا بذلك تعـظيمًا لهم ، كما يُقال : بيتُ الله ، وذلك أنَّ اللهَ تعالى يخُصُّ بعضَ عِبادِه ، فيُلْهِمُهم العمَلَ بأفضْلِ الأعمال ، حتَّى يرفَعَ درجاتِهم فوقَ كثيرٍ مِن النَّاس ؛ {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [البقرة: 105].

#وفي_الحديث :

1⃣ بيانُ فَضيلةِ حِفْظِ القُرآنِ ، والقيامِ بما فيه مِن أحكامٍ وأوامِرَ ونَواهٍ.

2⃣ وفيه : ترغيبٌ كبيرٌ في أنْ يكونَ الإنسانُ مِن أهلِ القرآن ، وفي هذا إشارةٌ إلى ذَمِّ مَن هجَرَ القُرآنَ ونَسِيَه ؛ فهجرُ القُرآنِ عاقبتُه وخيمةٌ في الدنيا والآخِرة ، وهجْرُه يَشملُ هجْرَ التلاوة والحفظ ، وهجْرَ التدبُّرِ والعَمل ، والتَّحكيمِ إليه ، والاستِشفاءِ به.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.