رحيل المقدسي عمر سمرين صاحب المقولة الشهيرة “الأرض هي أمي” مقاومًا مصادرتها طوال حياته

قال عمر سمرين قبل رحيله بشهور إن المشاريع الاستيطانية لن تمر على أرضه ما بقي حيا، وإنه سيفديها بروحه. وكان لافتا بكاؤه تحت زيتونها وقوله “أكثر ما يخيفني أن يأتي موسم الزيتون القادم، ولا أتمكن من الوصول إلى أشجاري وقطف ثمارها.. هذه الفكرة ترعبني وتهز كياني”.

توفّي صباح اليوم الجمعة المناضل المقدسي عمر سمرين (64 عاما)، الذي قضى عمره مدافعا عن أرضه الواقعة بحي الربابة في بلدة سلوان، جنوبي المسجد الأقصى المبارك.

وشيّع المقدسيون جثمان الراحل بعد صلاة الجمعة من المسجد الأقصى إلى مقبرة باب الرحمة. وقد نعاه العشرات على مواقع التواصل الاجتماعي، واستذكروا مقولته الشهيرة ” الأرض هي أمي”.

وكانت الجزيرة نت قد رافقت سمرين خلال موسم الزيتون الأخير منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأثناء انشغاله بقطف محصوله من أرضه التي شكلته وجهته اليومية بعد كل فجر، لا يغادرها إلا مع غروب الشمس، وعلى مدار العام كما تعوّد منذ طفولته.

وُلد عمر سُمرين عام 1958 في بلدة سلوان، وتلقى تعليمه في مدارسها. لكنه يقول إن المبادئ الأهم التي تلقاها في الحياة كانت في أرض العائلة ومن أجداده ووالديه.

وقال للجزيرة نت أثناء قطف زيتونه “هذه الأشجار كل حياتي، لم تتخل عني يوما ولم تضرني، قبل سنوات، صعدت إلى إحداها لقطف الزيتون فسقط الغصن العلوي وسقطتُ معه، لكنني تعلقت بآخر أقوى، لم أرتطم بالأرض لأن الشجرة تحبني وأحبها، وعند الأزمات تحميني وأحميها”.

ووصف سمرين أرضه قائلا “الأرض أُمّي.. رضعتُ من أمي عامين، لكن الأرض هي من أطعمتني طوال حياتي، كانت أمي تصحبني معها رضيعا لتساعد والدي والعائلة في موسم القطاف.. كبرتُ وأنا أشعر بأنني لا أستنشق الهواء النقي إلا في هذا المكان”.

مقاومة مصادرة أرضه
وتُقدّر مساحة أراضي سمرين في وادي الربابة بـ 20 دونما، وقد قاوم طيلة سنواته الأخيرة مساعي بلدية الاحتلال في القدس -وبالتعاون مع ما تسمى “سلطة الطبيعة والحدائق” الإسرائيلية ومؤسسات أخرى- لمصادرة هذه الأراضي وتحويلها إلى مسارات سياحية توراتية، وإقامة مشاريع استيطانية عليها أبرزها جسر معلق يمتد من الوادي إلى حائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى.

وقال قبل رحيله بشهور إن المشاريع الاستيطانية لن تمر على أرضه ما بقي حيا، وإنه سيفديها بروحه. وأضاف “كثيرون من أبناء عائلة سُمرين تعرضوا لاعتداءات جسدية وحشية، وآخرون اعتقلوا وأبعدوا عن الأراضي، وغيرهم ألقوا بأجسادهم أمام أنياب الجرافات الإسرائيلية رفضا لتجريفها”.

وكان لافتا -في لقائه بالجزيرة نت تحت أشجار زيتونه- بكاؤه قائلا “أكثر ما يخيفني أن يأتي موسم الزيتون القادم، ولا أتمكن من الوصول إلى أشجاري وقطف ثمارها.. هذه الفكرة ترعبني وتهز كياني”.

المصدر : الجزيرة

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.