قصة الطفل ريان والبئر

وكم ريانَ يا ريانُ ماتوا
بقعر الجب لم يجدوا معينا

فعمق الجب اوطانٌ وقيدٌ
وطول الجب حكم الظالمين

واما عرضه فنفاق قومٍ
وامعاء الغزاة الطامعينا..

فكم امٍّ بكتْ ريانَ حزنا
وتحت الردم كم كتموا الانينا

وكم محزونةٍ هجرت حبيبا
واخفت في ملاجئها الحنينا…

وكم ماتوا وكم عانوا ونادوا
بقعر الجب معتصما سنينا

ومعتصمٌ لغير الله آوى
ووالى من يعادي المخلصين..

ولم يسمع نداء الناس يوما
اصمٌ لا يُلبّى السائلين

ايا ريانُ والأيام حبلى
ستكشف شمسُها العلمَ اليقينا
فاخوةُ يوسفَ الصديقِ خانوا
وكان الذئب أوفى من اخينا

فكم في الردم اكبادٌ رماها
اخَ أدى الولاءَ لقاتلينا

وكم في البرد عانى من يتيم
وارملةٍ وما وجدوا معينا

وكم أنثى تسحُّ الدمعَ سيلا
على فقد الأحبة والبنينا..

وكم عذراء قد صاحت وناحت
وضاع الصوت بين الماجنينا

وكم قلبٍ يكسّرهُ جنودٌ
ليبقى عرشُ سيدِهم مكينا

علينا جربوا أقوى سلاحٍ
وهم سِلْمٌ لمن يبغى علينا..

إلهي انني ارجوك لطفا
بقلب الام ان يُضحي حزينا

فاخرج قلبها من قعر جبٍ
وهدّئ روعها في الآمنينا

فان الامَّ يا رحمن تحيا
بنبض صغيرها، تبقى سنينا

وان الام ان ثُكِلتْ بابنٍ
يظل بقلبها نبضا حزينا..

فارفق يا إلهي كل رفقٍ
بامٍ حبها يروي الغصونا
الشاعر :
خليل الخوالدة / الأردن

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.