معتقل فلسطيني في تركيا يروي تفصيل «تضليله وتجنيده» من قبل الموساد

كشف صحيفة «صباح» عن أن المخابرات التركية أسقطت شبكة تابعة للموساد الإسرائيلي تعمل على الأراضي التركية واعتقلت 15 شخصاً جميعهم من جنسيات عربية.

حيث شهدت الأسابيع الأخيرة سلسلة عمليات للمخابرات التركية التي كثفت نشاطها ضد الخلايا التي يشتبه بأنها تقوم بعمليات تجسس لصالح مخابرات دولية خارجية أو تنوي القيام بعمليات تخريب واغتيال على الأراضي التركية، وكشفت تباعاً عن تفكيك شبكات تابعة للمخابرات الروسية والإيرانية والإسرائيلية.
وبعدما تمكنت المخابرات التركية من إفشال عملية اختطاف وتهريب عسكري إيراني واعتقال شبكة مكونة من إيرانيين وأتراك تابعة للمخابرات الإيرانية، أعلنت عن عملية واسعة اعتقلت فيها 7 أشخاص قالت وسائل إعلام تركية إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات التركية وعثر بحوزتهم على أسلحة وأموال ومخططات اغتيال، قبل ان تؤكد وسائل إعلام تركية رسمية تفكيك شبكة تابعة للمخابرات الإسرائيلية «الموساد» واعتقال 15 متهماً.
وقبل نحو أسبوع، أكدت وسائل إعلام تركية رسمية أن جهاز الاستخبارات والأمن التركيان ألقيا القبض على 8 أشخاص، بينهم عميلان لإيران، خلال محاولتهم تهريب عسكري إيراني سابق إلى بلاده عبر ولاية وان شرقي تركيا، في عملية جرت نهاية الشهر الماضي وكشف عنها لاحقاً.
وأوضحت المصادر أن عناصر من المخابرات الإيرانية عملت على تشكيل شبكة في الولاية بميزانية قدرها 30 ألف دولار للقبض على العسكري السابق ونقله إلى إيران، حيث عرضت الشبكة الاستخباراتية الإيرانية 10 آلاف دولار لزوجة المطلوب لمساعدتهم في القبض على زوجها وأنه تم تهديدها بإيذاء عائلتها التي تعيش في إيران في حال رفضها العرض. ولدى كشف الاستخبارات التركية إرسال شخصين من إيران إلى ولاية وان التركية لنقل «م أ» بسيارة في 24 أيلول/سبتمبر الفائت، تم القبض على عناصر الشبكة أثناء تنفيذ العملية.
وهذه تعتبر واحدة من سلسلة عمليات شنتها المخابرات التركية في الأشهر الأخيرة ضد خلايا تعمل لصالح المخابرات الإيرانية تنشط للقيام بعمليات اغتيال واختطاف لنشطاء إيرانيين معارضين نجحت في اختطاف وقتل بعضهم فيما أفشلت المخابرات التركية عمليات أخرى واعتقلت العديد من المشتبه بهم.

وقبل نحو أسبوعين، ألقت قوات الأمن التركية القبض على 6 أجانب بتهمة التجسس بمدينتي إسطنبول وأنطاليا، وقالت وكالة «الأناضول» الرسمية إن عناصر من قوات مكافحة الإرهاب في إسطنبول وجهاز الاستخبارات التركي، أطلقتا تحريات تجاه مشتبهين «يسعون للقيام بعمل مسلح، والوصول إلى معلومات سرية للدولة لأغراض التجسس السياسي والعسكري».
وأضافت أن التحريات أوصلت قوات الأمن إلى إقامة عدد من المشتبهين في إسطنبول (شمال غرب) وآخرين في ولاية أنطاليا (جنوب) وبناء على تلك التحريات، نفذت قوى الأمن مداهمات على 3 منازل في أحياء بشاك شهير، وصاري ير، وكوتشوك تشكمجه بإسطنبول، إضافة إلى منزلين بولاية أنطاليا، ونتيجة هذه المداهمات تم إلقاء القبض على 6 مشتبهين أجانب، وضبط 3 مسدسات، واحدة مزودة بكاتم للصوت، وعدد كبير من الذخائر ومخازن ذخائر في أماكن إقاماتهم.
وبينما لم تكشف المصادر الرسمية هويات المعتقلين أو الجهة التي يتجسسون إليها، أكدت وسائل إعلامية تركية مختلفة أن الموقوفين يحملون الجنسية الروسية وكانوا يعملون لصالح المخابرات الروسية وكلفوا بمهام سرية تتعلق بالتجسس العسكري والتجسس على معارضين وخاصة من الجنسية الشيشانية وإنهم كانوا يمتلكون مسدسات كاتمة للصوت معدة لتنفيذ اغتيالات بحق النشطاء الشيشانيين.
وقبيل عدة أشهر، أوقفت المخابرات التركية شخصين يحملان الجنسية الروسية قالت إنهما انتحلا صفة صحافيين وكانا يلتقطان صورا لمنشأة صناعة المسيرات العسكرية التركية من طراز بيرقدار وأنها كاناا في مهمة للتجسس على الصناعات الدفاعية التركية لصالح المخابرات الروسية.

ضرب شبكة للموساد الإسرائيلي

الخميس، كشف صحيفة «صباح» التركية المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، عن أن المخابرات التركية أسقطت شبكة تابعة للموساد الإسرائيلي تعمل على الأراضي التركية واعتقلت 15 شخصاً جميعهم من جنسيات عربية. ونشرت الصحيفة معلومات تفصيلية عن الشبكة المفترضة وهي الأنباء التي لم تؤكدها مصادر رسمية تركية بعد.
وحسب التقرير الذي نشرته الصحيفة، فإن المخابرات التركية نجحت وفي عملية معقدة استمرت لأكثر من عام من اعتقال شبكة مكونة من 5 مجموعات تضم كل منها 3 أشخاص بإجمالي 15 شخصاً يعملون لصالح الموساد الإسرائيلي حيث نجحت في اعتقالهم جميعاً في عملية وصفتها الصحيفة بأنها أكبر عملية استخبارية منذ تفكيك شبكة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول عام 2018.
ولم يكشف تقرير الصحيفة التركية هوية المعتقلين الـ15 واكتفت بنشر صور مضللة لثلاثة أشخاص منهم وكتبت الأحرف الأولى من أسمائهم، حيث تطابقت صورة واسم أحد الأشخاص من شاب فلسطيني أعلن عن اختفائه في تركيا قبل عدة أسابيع مع مجموعة أخرى من 7 فلسطينيين أعلن اختفائهم تباعاً خلال أيام قليلة ودارت شكوك واسعة حول توقيفهم من قبل جهات أمنية تركية.
وجاء في التقرير أن المعتقلين جرى توقيفهم في عملية واسعة بعد عام كامل من التعقب وجمع المعلومات، حيث تبين أنهم التقوا ضباط من المخابرات الإسرائيلية في عدد من الدول خارج تركيا من بينها كرواتيا وسويسرا ورومانيا وكينيا، وأن المخابرات الإسرائيلية سهلت لهم عبر السفارات الحصول على تأشيرات للوصول إلى تلك الدول ولقاء ضباط المخابرات لتبادل المعلومات والحصول على دفعات مالية وجرى ذلك في عواصم أخرى وليس في إسرائيل لتجنب حصول شبهات حولهم.
وأشار التقرير إلى أن شبكة الجواسيس التي كانت تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي عملها التركيز على مراقبة التسهيلات والدعم الذي تقدمه الجهات التركية المختلفة للفلسطينيين في تركيا ومراقبة أنشطة الفلسطينيين المعادية لإسرائيل، بالإضافة إلى مراقبة الطلاب الأتراك والأجانب الذين يدرسون في مجالات حساسة ويتوقع أن يكون لديهم دور مهم في مجال الصناعات الدفاعية مستقبلا.

اعترافات مفصلة

والخميس، نشرت الصحيفة ما قالت إنها اعترافات أبرز المعتقلين في قضية التجسس لصالح الموساد الإسرائيلي وهو طالب الطب الفلسطيني م.س والذي قال بداية ارتباطه بالموساد كانت بشكل مضلل حيث كان يعمل بشركة لتقديم خدمات للطلاب عندما طلب منه شخص من ألمانيا عام 2018 معلومات بحجة وجود زبائن عرب، وفي المرحلة الثانية طلب منه إعداد ملف معلوماتي عن الطلاب الفلسطينيين في تركيا شمل معلومات تفصيلية عن طريقة التحاق الطلاب الفلسطينيين بالجامعات التركية والخدمات والتسهيلات التي تقدمها الحكومة والبلديات التركية لهم وحصل مقابل ذلك على دفعة بمئات اليوروهات عبر ويسترن يونيون.
وتضيف الصحيفة: «عقب ذلك، طلب منه إعداد دراستين منفصلتين عن الجمعيات والهيئات الفلسطينية بتركيا وبالفعل قام بذلك وأرسل الملفات ليحصل على مزيد من المال ويتلقى أول طلب للقاء وجهاً لوجه عام 2019 وبدأ مسؤول جديد بالموساد بالاتصال به بعدما قدمه المسؤول الأول على أنه صديق يريد مساعدة الشعب الفلسطيني».
وتتابع: «مسؤول الموساد الجديد أخبره أنه يعمل في الاتحاد الأوروبي ولديه مكتب في ألمانيا ويريد مساعدة الشعب الفلسطيني وطلب معلومات عن الهيئات والجمعيات الفلسطينية بتركيا وأعطاه حسابا عبر برنامج تواصل مشفر وبالفعل أرسل له ملفات معلوماتية مشفرة وحصل على آلاف اليوروهات عبر طرق تحويل بدائية» ويقول المتهم طلب منه لقاء بسويسرا مع تغطية نفقات الجواز والفيزا والفندق وتحت اسم «مركز دليل الطالب الأوروبي» وحصل على الفيزا خلال ساعة.
وبالفعل في الأول من حزيران/يونيو 2021 وصل زيورخ، استقبله رجل أعطاه 500 يورو وأوصله للفندق، لاحقاً، اصطحبه لفندق آخر للقاء شخص جديد، التقوا مجدداً في فندق ثالث اصطحبه إلى غرفته وأعطاه تدريبا على تشفير ملفات الوورلد عبر برنامج يدعى «Protonmail» وبرنامج التواصل المشفر ومنحه 2000 يورو، وفي اب/أغسطس 2021 ذهب مجدداً إلى زيورخ، التقاه بالمطار شخص جديد يدعى «جون» بدأ يشتبه أنه رجل مخابرات، حاول طمأنته بالقول «نحن مؤسسة تقوم بأبحاث أشبه بعمل المخابرات لصالح هيئات الاتحاد الأوروبي» وذلك بحسب ما قالت الصحيفة إنها نص الاعترافات التي أدلى بها المتهم.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.