(مَن غَدَا إلى المَسْجِدِ ورَاحَ ، أعَدَّ اللَّهُ له نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّما غَدَا أوْ رَاحَ).
#الراوي : أبو هريرة
#المصدر : صحيح البخاري
#شـرح_الـحـديـث
المَساجِدُ خَيرُ البِقاعِ في الأرضِ ، وكُلَّما تَعلَّقَ قلْبُ العبدِ بها ، ووَجَدَ فيها أُنْسَه وراحتَه ، وحرَصَ على أداءِ الجُمَعِ والجَماعاتِ وذِكرِ اللهِ عزَّ وجلَّ فيها ؛ كُلَّما عَظُمَ أجْرُه ونالَ الدَّرجاتِ العُلى في الدُّنيا والآخرةِ.
وفي هذا الحديثِ يُرشِدُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى فَضْلِ الذَّهابِ إلى المساجِدِ ، ويُبيِّنُ الثَّوابَ الجَزيلَ المُعَدَّ لِمَن اعتاد الذَّهابَ إليها ، فيقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ :
¤ «مَن غدَا إلى المسجدِ وراحَ ، أعدَّ اللهُ له نُزُلَه مِن الجنَّةِ كلَّما غَدَا أو راحَ» والغُدُوُّ : هو الوَقتُ بيْن صَلاةِ الصُّبحِ إلى شُروقِ الشَّمسِ ، والرَّواحُ : مِن زَوالِ الشَّمسِ إلى اللَّيلِ.
والمقصودُ ليس هذينِ الوَقتَينِ بخُصوصِهما ، وإنَّما المقصودُ المداوَمةُ على الذَّهابِ إلى المسجِدِ للعِبادةِ والصَّلاةُ رَأسُها.
#وقيل : إنَّ المُرادَ بقَولِه : «مَن غَدَا إلى المَسْجِدِ ورَاحَ» : ذهَبَ ورجَعَ منه في كلِّ مرَّةٍ ؛ فالمرادُ بالغُدُوِّ الذَّهابُ ، وبالرَّواحِ الرُّجوعُ ، #والمعنى : أنَّ مَن اعتادَ الذَّهابَ إلى المساجِدِ فإنَّ اللهَ تعالَى يُعِدُّ له مَنزلَه ومَكانَه وضِيافتَه مِن الجنَّةِ كلَّما ذهَبَ إلى المسجدِ ، فيكونُ ذَهابُه سَببًا في إعدادِ مَنزلِه في الجنَّةِ.
وفي هذا حثٌّ على شُهودِ الجماعاتِ ، والمواظَبةِ على حُضورِ المساجدِ للصَّلواتِ ؛ لأنَّه إذا أعَدَّ اللهُ له نُزُلَه في الجنَّةِ بالغُدُوِّ والرَّواحِ ؛ فما الظنُّ بما يُعِدُّ له ويَتفضَّلُ عليه بالصَّلاةِ في الجَماعةِ واحتِسابِ أجرِها والإخلاصِ فيها للهِ تعالى؟!.