مقال في نيويورك تايمز: بالنسبة للتقدميين الأميركيين القضية ليست القبة الحديدية بل إسرائيل نفسها

كتب نائب سابق عن ولاية فلوريدا أنه سيكون من الخطأ استنتاج انتهاء العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، أو أن الحزب الديمقراطي نأى بنفسه عن إسرائيل لمجرد أن ثلة قليلة من أعضاء الكونغرس التقدميين تحدوا مؤخرا التمويل الخاص بنظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية” بإسرائيل. ورغم كل شيء وافق مجلس النواب بأغلبية ساحقة لتمويل القبة الحديدية بمليار دولار إضافي، بما في ذلك الغالبية العظمى من الديمقراطيين.

وأردف روبرت وكسلر -في مقاله بصحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times)- أنه رغم ذلك سيكون خطأ أكبر تجاهل حقيقة أن الجدل حول نظام القبة الحديدية يمثل تحولا جذريا في الخطاب بين الديمقراطيين، ومن المرجح أن يشكل العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لعقود، حيث فرضت بالفعل مجموعة صغيرة من الديمقراطيين التقدميين الآن نقاشا محتدما داخل الحزب وفي دائرتهم الانتخابية ليطفو على السطح.

وأشار وكسلر إلى أن الجدل داخل الحزب الديمقراطي يدور حول الدعم الأميركي الثابت لإسرائيل، وما تبدو عليه هذه العلاقة في وقت يتضاءل فيه الدعم لحل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهناك انتقادات صريحة متزايدة لتوسع المستوطنات في الضفة الغربية وهدم المنازل وقتل المدنيين.

ويرى الكاتب -الذي يشغل الآن منصب رئيس مركز “إس دانيال إبراهام لسلام الشرق الأوسط” في واشنطن- أنه لكي يؤدي هذا النقاش إلى نتيجة ناجحة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، يجب على إدارة بايدن اتخاذ إجراءات قوية لخلق واقع دولتين على الأرض، واقع يعطي كل أجنحة الحزب الديمقراطي مصلحة في الاستقرار والأمن للجميع داخل إسرائيل وغزة والضفة الغربية.

المفارقة في توقيت الخلاف على موضوع القبة الحديدية داخل الحزب الديمقراطي هي أن الحكومة الائتلافية الإسرائيلية الجديدة، التي تضم وزيرا عربيا إسرائيليا وزعيما لحزب إسلامي، تبدو مستعدة لاتخاذ خطوات لتحسين ظروف الفلسطينيين

وهذا يعني مساعدة إسرائيل والسلطة الفلسطينية على تحسين حياة شعبيهما بدون المساس بالأمن وكذلك تضييق الخلافات السياسية بين الجانبين. ويمكن تحقيق تحسينات في الوظائف وحرية الحركة والتكنولوجيا والمياه والأمن تحت عنوان ما يسمى “تقليص الصراع”، وهي الفكرة التي تبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت وكبار شركائه في التحالف.

واعتبر الكاتب أن المفارقة في توقيت الخلاف على القبة الحديدية داخل الحزب الديمقراطي هي أن الحكومة الائتلافية الإسرائيلية الجديدة، التي تضم وزيرا عربيا إسرائيليا وزعيما لحزب إسلامي، تبدو مستعدة لاتخاذ خطوات لتحسين ظروف الفلسطينيين.

وعلق بأنه عبر المساعدة في خلق المزيد من واقع دولتين على الأرض، بدلا من الدفع قبل الأوان لتسوية شاملة، تستطيع إدارة بايدن الحفاظ على كل من فرصة تحقيق حل الدولتين وتوحيد الحزب الديمقراطي، باستثناء عدد قليل من المتجاوزين.

وخلص وكسلر إلى أن الأمر لن يكون سهلا لأنه على مدى عدة سنوات الآن تحدى النشطاء التقدميون وبعض السياسيين ما كان يوما عقيدة راسخة تتمثل في الدعم الأميركي الثابت لإسرائيل. وفي حين تميزت المناقشات السابقة في الكونغرس بدعم غريزي من الحزبين لمصالح إسرائيل الأمنية، نجح التقدميون في غرس الحقوق الفلسطينية في المعادلة.

المصدر : نيويورك تايمز

شاهد أيضاً

الشباب.. صوت التغيير في عالم الظلام

لماذا يتحرك الشباب بمظاهرات واحتجاجات ضخمة مناصرة لغزة في البلاد الغربية أميركا وأوروبا، بينما يخيم سكون مدهش بين شعوبنا وشباب منطقتنا الأقرب رحما ودينا؟