عندما سارت السفن على اليابسة

أثناء حصار السّلطان محمد الفاتح للقُسطنطينية …أمر السُلطان فمهدت الأرض في ساعات قليله .. وأُتي بألواح من الخشب دهنت بالزيت والشحم ووضعت السفن علي الطريق المُمهّد الجديد .. وتمّ سحب السّفن لمسافة ثلاثة أميال
تمكّن العثمانيون في تلك الليلة من سحب أكثر من سبعين سفينة وإنزالها في القرن الذهبي علي حين غرّة من العدو بطريقة لم يسبق بها ملك أو سلطان أو أمير قبل السلطان محمد الفاتح .. وقد كان يشرف بنفسه علي العملية التي جرت في اللّيل بعيداً عن أنظار العدو ومراقبته ..

لقد دُهش الروم حينما علموا بالأمر وما كان أحد يستطيع تصديق ما تم .. لقد كان منظر تلك السّفن وهي تسير وسط الحقول من أعجب المناظر وأكثرها دهشة ..ولقد كان كل ذلك في ليلة واحدة .. واستيقظ أهل المدينة المدينة البائسة صباح يوم ٢٢ أبريل ١٤٥٣م علي تكبيرات العثمانيين المدوية وهتافاتهم المتصاعدة .. وفوجئوا بالسّفن العثمانية وهي تسيطر علي ذلك المعبر المائي ولم يعد هناك حاجز بين الجنود العثمانيين والقسطنطينية …

وقال أحد المؤرخين البيزنطيين : ” ما رأينا ولا سمعنا بمثل هذا .. محمد الفاتح يحول الأرض إلى بحار وتعبر سفنه فوق قمم الجبال .. لقد فاق بفعلته الاسكندر الأكبر ”

المصدر
موسوعة تاريخ الإمبراطوريَّة العُثمانيَّة السِّياسي والعسكري والحضاري .. يلماز أوزتونا

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.