“تصبيحة تمكين”

{وفتنّاك فتونا} أي: اختبرناك، وبلوناك، فوجدناك مستقيما في أحوالك أو نقلناك في أحوالك، وأطوارك، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه. السعدي

تبصِرة:
استفتح موسى حياته بابتلاء وذلك منذ يوم ولادته الأول، وُضِع في صندوق ورُمِيَ في نهرٍ جارٍ لا تدري أمَّهُ إلى أين سيقف فلذة كبدها، ثم ابتلاء تحريم المراضع حتى كاد أن يهلك جوعًا، ثم ابتلاء العيش في بيت أكفَر خلق الله، ثم ابتلاء قتل النّفس، ثم ابتلاء الغُربة والخروج من بلدته، ثم ابتلاء رعي الغنم، ابتلاء يتلوه ابتلاء حتى قال الله (وفتناك فتونا) يعني:بلوناك بلاء بعد بلاء بعد بلاء..! حتى صار موسى هو موسى! نبيّ بني إسرائيل الأعظم، لقد كان الله يهيّؤه لأيام لا يعلم هو أنهُ مُقبلًا عليها!
هذه الابتلاءات المتتالية كانت صِناعة ! عبَّر عنها القرآن بتعبير عظيم يدلُّ على رعاية الله لموسى بقوله (واصطنعتك لنفسي) هذا التنقّل في محطّات البلاء كان إعدادًا لمواجهة أعتى أهل الأرض وأكفرهم، كان موسى بحاجة لهذه الابتلاءات الكبيرة والمتتالية..حتى إذا ما قابل فرعون ثبت عنده ثبات الجبال، وقال له بنفس مستعلية بإيمانها(وإني لأظنّك يا فرعونُ مثبورا)
اللهم اصنعنا لدينك..
.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.