عناصر قوة ينبغي استحضارها في قضية الشيخ جراح

زياد ابحيص

٢من ٢

الأرض…وتعزيز الموقف الأصلي بأنها كانت وقفاً ذرياً. ولا بد من حضور هذه العناصر كذلك في الخطاب الإعلامي والسياسي حول القضية لأنه يؤسس لما هو أهم.

*ثالثاً: فتح ملف الملكيات الفلسطينية ما قبل عام 1948:*

أما الأهم الذي تؤسس له هذه المقدمات فهو اتخاذ هذه القضية منطلقاً لفتح ملف الملكيات الفلسطينية ما قبل عام 1948. اليوم تقر المحكمة الصهيونية بحق جمعيات يهودية مختلقة بحقها في استعادة ملكية كانت تستأجرها، بينما تمنع هذا الحق الواضح عن فلسطينيين في شرقي القدس من العودة إلى بيوتٍ كانوا يمتلكونها بوثائق رسمية على بعد مئات الأمتار من مكان سكنهم اليوم، وأملاكهم ماثلة في الطالبية والبقعة والقطمون، ومن بينهم بعض أهل الحي المهددين بالتهجير للمرة الثانية اليوم!

بما أن المحكمة الصهيونية تمارس بنفسها مبدأ حق استعادة الملكية لمن تثبت ملكيته لها، فنحن أول المعنيين بهذا المبدأ: أن تعود كل أرض في فلسطين لمن تثبت ملكيته الحقيقية لها، ولنبدأ بالمهجرين من أهل الشيخ جراح، ومن أهل الجليل والنقب في الأراضي المحتلة عام 1948، ولا داعي لأن نستجدي التبني الرسمي من السلطة أو حتى التبني الفصائلي لهذه المبادرة، والباب مفتوح لتفعل القضية على مستوياتها السياسية والقانونية بمبادرات مجتمعية.

*رابعاً: إدخال المحكمة الجنائية الدولية طرفاً في القضية:*

أخيراً، فإن ما يريد الاحتلال اقترافه في الشيخ جراح هو جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية في الوقت عينه، بوصفه تهجير جماعي لأصحاب الأرض وإحلال لمستوطنين في مكانهم، وهذا بموجب ميثاق روما لعام 1998 وهو المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية.

اليوم ورغم كل الإحراج الدولي لم نتوصل حتى الآن لأن تعلن أي دولة عربية أو إسلامية أو حتى صديقة إحالة القضية رسمياً إلى المحكمة، وكل ما تم حتى الآن هو مبادرة مجتمعية قدمت القضية كشكوى من الجمهور إلى مكتب تحقيق تابع للمدعي العام للجنائية الدولية، وهو تقديم غير ملزم، بوسع المدعي العام تفعيله أو التغاضي عنه، بعكس الإحالة من دولة، أو من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن. إن النظام الرسمي العربي بمن فيه الأردن –الدولة الضامنة لأهل الحي- والسلطة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير -باعتبارها تقدم نفسها على أنها “القيادة الفلسطينية”- ما زالوا جميعاً خارج مربع خوض هذه القضية كما يجب، وبوسع أي واحد منهم إحالة هذه القضية للجنائية الدولية بشكل يقلب الطاولة على الصهاينة، وهذا بتنا نعرف أنه لن يتم طوعاً، وأنه بحاجة لكثير من الضغوط والجهود لكي يجد أحد أولئك اللاعبين نفسه مضطراً لاتخاذ هذه الخطوة.

#أنقذوا_حي_الشيخ_جراح
#لن_يهزم

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.