الغنوشي وعُمَر المختار

أ. محمد خليفة

قبل مائة سنة كان الشيخ عمر المختار يقاتل من أجل البقاء،
واليوم يناضل الشيخ راشد الغنوشي من أجل البقاء،

لم يكن عمر المختار يقاتل من أجل بقاء عمر المختار أو الحركة السنوسية،
ولا يناضل الشيخ راشد اليوم من أجل بقاء الغنوشي أو النهضة،

واجه المختار الموت بالأمس ،
ويواجه الغنوشي الموت اليوم ،
من أجل .. بقاء الإسلام.

الحرب على الإسلام عمرها ألف سنة
وجهاد السنوسية والنهضة بعض من آخر حلقاتها،
ولكن قصير النظر لا يرَ ذلك!

بقي أن نقول:
إن الذين قبضوا على عمر المختار والذين نفّذوا فيه حكم المحكمة الإيطالية.. ليبيّون.
والذين يحاولون اليوم القضاء على الغنوشي.. تونسيّون.

الذين قبضوا على المختار والذين أعدموه كانوا يساهمون في المجهود الحربي الإيطالي وهم .. يعلمون،
أما الذين يحاولون القضاء على الغنوشي فهم يساهمون في المجهود الحربي لعدوّهم وهم .. لا يعلمون.

من جهة أخرى؛
الذين يعتقدون أن الغنوشي يستطيع تطبيق الشريعة في تونس ولكنه لم يفعل مساكين!
والذين يعتقدون أن الغنوشي بإمكانه القضاء على الفساد في تونس ولكنه لم يفعل مساكين!

عمر المختار بالأمس وراشد الغنوشي اليوم يمثّلان صمود النخبة في وجه نظام عالمي يعادى الإسلام والمسلمين ويسعى لتدمير الإسلام والمسلمين ، ولا يقبل بأقل من ذلك ،

ويُعينه على ذلك بعض المغفّلين وبعض المنافقين من أبناء المسلمين.

كتبت هذه الكلمات ليس تنزيهًا للنهضة عن الأخطاء وإنما لأقول:
إن من طلب الحق .. فأخطأه
ليس كمن طلب الباطل .. فأصابه!

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.