وقفات مع قرار منع صلاة العيد في المصليات والمساجد:

أولا- ينبغي ألا تؤخذ القرارات التي تقررها الجهة المسؤولة عن الشأن الديني بأنها قرآن منزل محكم لا يحتمل النقاش والرد والنظر، فهي مجرد اجتهادات حسب اعتبارات وكل يؤخذ من قوله ويرد..

ثانيا- هذه القرارات ينبغي أن تصحب بالحجج والأدلة والبيانات والاحصاءات وكل ما يمكن ان يقنع الناس، وان تعرض على البرلمان، وان تعقد من اجلها ندوات وبرامج إعلامية لإقناع الناس بها، فهي ليست قرآنا منزلا محكما يقال له سمعنا وأطعنا..وهذا قد يزيل كثيرا من الإشكالات واللبس والإلزامات والتناقضات..

ثالثا- لا ينبغي ان تحمل هذه القرارات اكثر مما تحتمل وإن ظهرت مخطئة، فهي ليست حربا على الدين او على الإسلام، أو مؤامرة كونية، أو محاربة للمساجد أو للصلاة او للمصلين او للمتدينين أو على المسلمين، فهذا بعيد كل البعد فإن كانت هناك حرب على الإسلام أو الدين فستكون بأساليب أخرى وآليات أخرى قد لا تظهر وقد تكون أنعج من منع صلاة عيد..
وبالتالي يمكن تخطئة هذا القرار والرد عليه أو الطعن فيه، من جهة تناقضه مع قرارات فتح أخرى أو تعسفه أو عدم ذكر مسوغاته وحججه وإحصاءاته واستبياناته او عدم مساءلته فهي ليس قرآنا منزلا كما قلت، أو عدم صلاحيته أو شرعيته، أو من جهة مفاسده وسلبياته ومآلاته وخطورته وكل ذلك بالأدلة والبيانات والحجج..

رابعا- بموازاة انتقاد تلك القرارات ذلك الانتقاد المعقول والمنطقي والموضوعي دون تحامل ينبغي حث الناس على اداء صلاة العيد وخطبتها في بيوتهم، وعدم التفريط فيها وفي شعيرتها وتشجيعهم على ذلك حتى تبقى حية مع تعليم الناس صفتها وقيام رب الأسرة او من ينوب عنه إماما وخطيبا مع الدعاء والتضرع، وغير ذلك من سنن العيد من تكبير وصلة وفرح وسرور وابتهاج..

خامسا- حث الناس على الالتزام بالإجراءات الاحترازية وترسيخ حقيقة هذا الوباء وأنه ما زال موجودا معديا لم ينته ولم تنته آثاره وضحاياه وإصاباته، فمن الدين ومن التقوى الاهتمام بتلك الإجراءات الاحترازية..

سادسا- هذه وجهة نظر اقراها تأملها خذ بها او اتركها أو خذ منها واترك فهي ليست قرآنا منزلا..

سفيان أبوزيد

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.