ميدل إيست آي: صمت رهيب بوسائل الإعلام الأميركية تجاه العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين

في وسائل الإعلام الأميركية السائدة يبدو التطهير العرقي الجاري حاليا بحي الشيخ جراح في القدس ضد الفلسطينيين -على مرأى ومسمع من العالم- كما لو لم يحدث على الإطلاق.

ورد ذلك بمقال لمراسل الموقع البريطاني “ميدل إيست آي” (Middle East Eye) الصحفي أزاد عيسى يقول فيه إن المحاولات غير القانونية والشريرة لإخراج الفلسطينيين من منازلهم بحي الشيخ جراح والأعمال العنيفة للقوات الإسرائيلية لوقف المظاهرات ضد أمر المحكمة الأخير الذي يؤيد عمليات الإخلاء؛ قد قوبلت بصمت مدوي في وسائل الإعلام الأميركية.

وأوضح أن نظرة خاطفة على “نيويورك تايمز” (New York Times)، و”إن بي آر” (NBR)، و”سي إن إن” (CNN) و”مجلة تايم” (Time Magazine) لم تسفر عن أي نتائج لأحداث الأيام القليلة الماضية. وبدلا من ذلك، استمرت هذه الوسائل في التركيز بشكل أساسي على عدم قدرة إسرائيل على تشكيل حكومة.

تأطير غير منصف للقضية
واستمر عيسى يقول إنه عندما تمت تغطية عمليات الإخلاء والعنف التي تعرض لها سكان الشيخ جراح -على سبيل المثال من قبل وكالة “أسوشيتد برس” (ِAssociated Press)- تم تأطير القضية على أنها نزاع شبه تجاري بين طرفين، ووُصفت بأنها “معركة قانونية طويلة الأمد” بين الفلسطينيين والمستوطنين، بتجاهل لحقيقة أنه -بموجب القانون الدولي- لا تتمتع المحاكم الإسرائيلية بصلاحية توطين المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في حين أن تهجير العائلات الفلسطينية يتعارض مع مبادئ القانون الإنساني الدولي.

وأضاف أنه كما تشهد الهجمات الطويلة على العائلات في الحي، فإن القصة في الشيخ الجراح تذهب إلى قلب المشروع الإسرائيلي -الذي لا ينتهي- للاستعمار الاستيطاني للأرض وطرد الفلسطينيين، أو كما وصفه الفلسطينيون “استمرار نكبة 1948”.

وبالنظر إلى الطرق التي تغطي بها وسائل الإعلام الأميركية السائدة -تاريخيا- الاحتلالَ الإسرائيلي لفلسطين، سواء كان ذلك باستخدام مصطلح “اشتباكات”، حتى عندما سار الغوغاء الإسرائيليون على هتاف “الموت للعرب”، كما فعلوا الشهر الماضي، أو رسم معادلات زائفة في مستويات العنف بين الإسرائيليين المحتلين والفلسطينيين، أو التبرير المستمر للعنف الإسرائيلي على أنه “دفاع عن النفس”؛ فإن عدم تغطية الأحداث في الشيخ جراح ليس مستغربا تماما. وفق ما قاله مراسل الموقع البريطاني.

الكيل بمكيالين
وقال المراسل إن هذه هي نفس وسائل الإعلام الأميركية التي لا تزال تشيد بنجاح لقاح “كوفيد-19” الإسرائيلي، بينما تتجاهل تماما المسؤولية القانونية لإسرائيل تجاه حياة الفلسطينيين الذين يعيشون تحت سيطرتها وتحرمهم من الحصول على اللقاح.

ويستمر أزاد قائلا إنه كان يمكن للمرء أن يظن أنه بالنظر إلى الاضطرابات التي وقعت العام الماضي في الولايات المتحدة من حركة السود إلى جائحة “كوفيد-19” والتي كشفت عن تهالك أميركا، فإن وسائل الإعلام الأميركية السائدة كانت ستغير مسارها، أو تعيد التفكير في تواطؤها، أو على الأقل تستكشف الازدواجية الأميركية، لكن يبدو أنها ظلت غير متأثرة.

صمت رسمي
ولاحظ عيسى أن جزءا من المشكلة هو أنه لا يوجد أحد يحاسب إسرائيل؛ فعندما دعا نشطاء المجتمع المدني الفلسطيني المحكمة الجنائية الدولية إلى إدراج عمليات الإخلاء في الشيخ جراح كجزء من تحقيقاتها الجارية، فإن كلا من إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا حق المحكمة الجنائية الدولية في محاسبة إسرائيل.

كذلك رفضت الحكومة الأميركية إدانة تصرفات المستوطنين التي ترعاها الدولة. ودعا العديد من المشرعين الأميركيين -الأربعاء الماضي- وزارة الخارجية إلى الخروج عن صمتها، إذ طالبت النائبة ماري نيومان -على سبيل المثال- الوزارة بإدانة هذه الانتهاكات للقانون الدولي على الفور، حيث يتم إبعاد الفلسطينيين قسرا من منازلهم في القدس الشرقية.

المصدر : ميدل إيست آي

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.