الأئمة الأربعة عند أهل السنة

كتب بواسطة د. محمد عبد

الأئمة الأربعة عند أهل السنة
١-​أبو حنيفة (النعمان بن ثابت التيمي بالولاء، الكوفي، أبو حنيفة) (80 – 150هـ = 699 – 767م):
هو إمام الحنفية، الفقيه المجتهد المحقِّق، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنَّة: قيل أصله من أبناء فارس. وُلد بالكوفة ونشأ فيها، ومات في الحبس في بغداد.

كان أبو حنيفة يبيع الخزَّ ويطلب العلم في صباه، ثم انقطع للتدريس والإفتاء، أراده عمر بن هبيرة (أمير العراقين) على القضاء فامتنع ورعاً. وأراده أبو جعفر المنصور العباسي بعد ذلك على القضاء ببغداد، فأبى، فحلف عليه ليفعلنَّ، فحلف أبو حنيفة أنه لن يفعل، فحبسه إلى أن مات. قال ابن خلكان عنه: حسن المنطق والصورة، جهوري الصوت، إذا حدَّث انطلق في القول، وكان لكلامه دويٌّ. ذُكر أن الإمام الشافعي قال: الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة. له عدة كتب أشهرها: “المسند” في الحديث، و”المخارج” في الفقه، وتنسب إليه رسالة “الفقه الأكبر”، وكتب عنه وعن مناقبه كثيرون.

2-​الإمام مالك (مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري أبو عبد الله): (93 – 179هـ = 712 – 795م):
هو إمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنّة، وإليه تنسب المالكيَّة، مولده ووفاته في المدينة المنورة.

كان صلباً في دينه، بعيداً عن الأمراء والملوك، وُشي به إلى جعفر عمِّ المنصور العباسي، فضربه سياطاً انخلعت لها كتفه. ووجَّه إليه هارون الرشيد العباسي دعوةً ليأتيه فيُحدِّثه، فقال: العلم يُؤتى؛ فقصد الرشيد منزله واستند إلى الجدار، فقال مالك: يا أمير المؤمنين، من إجلال رسول الله إجلال العلم، فجلس بين يديه، فحدَّثه، وسأله المنصور أن يضع كتاباً للناس يحملهم على العمل به، فصنَّف “الموطَّأ”، وله رسالة في “الوعظ”، وكتاب في “المسائل”، ورسالة في “الردِّ على القدريَّة”، وكتاب في “النجوم”، و”تفسير غريب القرآن”، وأخباره كثيرة.
كتب عنه جلال الدين السيوطي وآخرون.
3-​الإمام الشافعي (محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي، أبو عبد الله) (150 – 204هـ = 767 – 820م):
هو أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنَّة، وإليه يُنسب الشافعيَّة كافةً. وُلد في غزَّة بفلسطين، وتُوفي في القاهرة.

كان الشافعيُّ أشعر الناس وآدبَهم وأعرفهم بالفقه والقراءات، وقال الإمام ابن حنبل: ما أحدٌ ممن بيده محبرة أو ورق إلاَّ وللشافعيِّ في رقبته منه، وكان من أحذق قريش بالرَّمي، يصيب من العشرة عشرةً، برع في ذلك أولاً كما برع في الشعر واللغة وأيام العرب، ثم أقبل على الفقه والحديث، وأفتى وهو ابن عشرين سنة. وكان ذكيّاً مفرطاً، له تصانيف كثيرة، أشهرها: كتاب “الأم” الذي ذكر محمد زكي مبارك أن البويطي جمعه مما كتب الشافعي، وهو سبع مجلدات في الفقه، ومن كتبه أيضاً: “المسند” في الحديث، و”أحكام القرآن”، و”السُّنن”، و”الرسالة” في أصول الفقه، و”اختلاف الحديث”، و”السبق والرعي”، و”فضائل قريش”، و”أدب القاضي”، و”المواريث”.
وكتب عن الإمام الشافعي كثيرون.

4-​الإمام ابن حنبل (أحمد بن محمد بن حنبل، أبو عبد الله الشيباني الوائلي) (164 – 241هـ = 780 – 855م):
هو إمام المذهب الحنبلي، وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنَّة، وُلد في بغداد، وتوفي وهو على تقدُّمه عند المتوكِّل ببغداد، أصله من مرو، وكان أبوه والي سرخس.

نشأ منكبَّاً على طلب العلم، وسافر في سبيله أسفاراً كثيرة إلى الكوفة والبصرة ومكَّة والمدينة المنوَّرة واليمن والشام والثغور والمغرب والجزائر والعراقين وفارس وخراسان والجبال والأطراف. وصنَّف “المسند” ستة مجلدات، يحتوي على ثلاثين ألف حديث. وله كتب في “التاريخ” و”الناسخ والمنسوخ”، و”الردّ على الزنادقة في ما ادَّعت به من متشابه القرآن”، و”التفسير” و”فضائل الصحابة”، و”المناسك”، و”الزهد” في خزانة الرباط، و”الأشربة”، و”المسائل”، و”العلل والرجال” في أياصوفيا.
كان أسمر اللون، حسن الوجه، طويل القامة، يلبس الأبيض ويُخضِّب رأسه ولحيته بالحنَّاء. وفي أيامه دعاه المأمون إلى القول بخلق القرآن ومات – المأمون (ت 218هـ/833م) – قبل أن يناظر ابن حنبل، وتولَّى المعتصم فسجن ابن حنبل ثمانيةً وعشرين شهراً لامتناعه عن القول بخلق القرآن، وأطلق سراحه سنة (220هـ)، ولم يصبه شرّ في زمن الواثق بالله – بعد المعتصم – ولمَّا توفي الواثق وولِّي أخوه المتوكل ابن المعتصم أكرم الإمام ابن حنبل وقدَّمه، ومكث مدَّةً لا يولِّي أحداً إلاَّ بمشورته، وتُوفِّي الإمام وهو على تقدُّمه عند المتوكِّل.

وصنَّف في سيرته عدد من المؤلِّفين.
أما المجدِّدون في الإسلام فالمراجع عنهم متوافرة، يستطيع الراغبون العودة إليها.

المصدر : موقع مجلة إشراقات

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.