تدبر آية

﴿ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ﴾ يقول تعالى ذكره: هو قرآن كريم مُثْبَت في لوح محفوظ.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ﴿ مَحْفُوظٍ ﴾ فقرأ ذلك مَن قرأه مِن أهل الحجاز أبو جعفر القارئ وابن كثير، ومن قرأه من قرّاء الكوفة عاصم والأعمش وحمزة والكسائي، ومن البصريين أبو عمرو ( محفوظٍ ) خفضًا على معنى أن اللوح هو المنعوت بالحفظ. وإذا كان ذلك كذلك كان٠التأويل: في لوح محفوظ من الزيادة فيه والنقصان منه عما أثبته الله فيه.

وقرأ ذلك من المكِّيين ابن مُحَيْصِن، ومن المدنيين نافع ( مَحْفُوظٌ ) رفعًا، ردًّا على القرآن، على أنه من نعته وصفته. وكان معنى٠ذلك على قراءتهما: ﴿ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ ﴾ محفوظ من التغيير والتبديل في لوح.

والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان معروفتان في قرأة الأمصار، صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. وإذا كان ذلك كذلك، فبأيّ القراءتين قرأ القارئ، فتأويل القراءة التي يقرؤها على ما بيَّنا.

جامع البيان (سورة البروج)لابن جرير

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.