تدارس القرآن


﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِی خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسࣲ وَ ٰ⁠حِدَةࣲ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالࣰا كَثِیرࣰا وَنِسَاۤءࣰۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِی تَسَاۤءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَیۡكُمۡ رَقِیبࣰا﴾ [النساء ١]

قال الشيخ ابن عثيمين في التفسير:

١- سورة النساء مدنية، والمدني عند الجمهور ما نزل بعد الهجرة، والمكي ما نزل قبل الهجرة؛ فالمدني ما نزل بعد الهجرة ولو في غير المدينة، والمكي ما نزل قبل الهجرة ولو في غير مكة؛ وعلى هذا فالمدار في تعيين المكي والمدني إلى الزمن لا إلى المكان.

٢- ذكر العلماء رحمهم الله ضوابط للمكي والمدني،
☆أن الغالب في الآيات #المكية الغالب فيها القِصَر وقوة الأسلوب، وموضوعها في الغالب التوحيد وما يتعلق به، ☆وأما الآيات #المدنية فالغالب عليها السهولة وطول الآيات، وموضوعها في الأمور الفرعية؛ كالبيوع، وآداب المجالس، وآداب الاستئذان، وغير ذلك. ☆#المكية الغالب أن النداء يكون فيها لعموم الناس: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾؛ لأن أكثر المخاطبين بها ليسوا بمؤمنين، و #المدنية بـ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾، هذا هو الغالب؛ لأن المخاطبين فيها مؤمنون كلهم أو أكثرهم.

٣- سُمِّيت سورة النساء بهذا الاسم لذكر النساء فيها، وهي كما تعلمون مبتدئة بأصل خلقة بني آدم.

٤-سورة النساء هي السورة الثالثة بعد الفاتحة، البقرة وآل عمران والنساء، وقد ورد في صحيح مسلم من حديث حذيفة «أن النبي ﷺ قرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران » وهذا في أول الأمر، ثم بعد ذلك في الترتيب الأخير صارت البقرة ثم آل عمران ثم النساء، واستقر على ذلك المصحف الذي جمعه أبو بكر رضي الله عنه ثم عثمان بن عفان.

٥- البسملة آية مستقلة وليست من الفاتحة، ويؤتى بها في أوائل السور إلا سورة واحدة وهي (براءة) فإنه لم تنزل لها بسملة.

٦- وجوب تقوى الله على جميع الناس تؤخذ من قوله تعالى :﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾..

٧-بيان أن الناس أُوجدوا من العدم وفيها الرد على الفكرة الملحدة: أن الناس تطوروا من القرود إلى البشرية، وتؤخذ من قوله تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ … ﴿مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾. آدم الذي نحن من نسله، ولكن من ادعى أن أصل بني آدم قرد قلنا له: إقرارك على نفسك مقبول وعلى غيرك غير مقبول.

٨-كثرة الرجال أهم من كثرة النساء؛ لقوله: ﴿رِجَالًا كَثِيرًا﴾ فإن التنصيص على كثرة الرجال يدل على أهمية هذه الكثرة.

٩-أهمية التقوى، ولهذا كرر الله الأمر بها مرتين. ومنها: الإشارة إلى أن التقوى واجبة بمقتضى الربوبية وبمقتضى الألوهية.
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ﴾ هذه مقتضى الربوبية. ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ هذه مقتضى الألوهية.

١٠- التحذير من مخالفة الله عز وجل؛ تؤخذ من قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.

تفسير ابن عثيمين (الشريط الاول) الوجه (أ)

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.