غضب وسخط على الوضع المعيشي.. احتجاجات ليلية عنيفة تجتاح مدنا تونسية


كر وفر ومواجهات مع رجال الشرطة تشهدها مدن تونسية
تشهد بعض الأحياء في 6 ولايات (محافظات) تونسية على الأقل، من بينها تونس الكبرى وسوسة وسليانة ونابل، كرا وفرا بين قوات الأمن وعدد من الشبان، وسط حالة من السخط على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب.
تأتي المواجهات العنيفة تزامنا مع إحياء تونس الذكرى العاشرة للثورة التونسية، التي أطاحت بالرئيس الراحل زين العابدين بن علي احتجاجا على الفقر وتفشي البطالة وفجرت انتفاضات الربيع العربي.

وقالت مصادر من الداخلية التونسية إن الشباب حاولوا استغلال حظر التجوال الليلي لنهب المحال التجارية وخلع بعض المرافق العامة والاعتداء على بعض المقار الأمنية.

وأكدت المصادر ذاتها أن وحدات الأمن استعملت الغاز الدمع لتفريقهم، وأوقفت العشرات ممن وصفتهم بالمنحرفين.

وحدات الأمن استعملت الغاز المدمع لتفريق المتظاهرين (الأناضول)
اختبار حقيقي
وتعد الاحتجاجات اختبارا حقيقيا لحكومة هشام المشيشي الذي قرر أمس السبت إجراء تعديل وزاري واسع شمل عدة وزارات من بينها الداخلية والعدل والطاقة.

وقال شهود عيان في ولاية سوسة الساحلية إن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز لتفريق مئات المحتجين الذين أغلقوا الطرقات وأحرقوا الإطارات.

وقالت مصادر أمنية إن شبانا اقتحموا محلات تجارية وسرقوا محتوياتها. وجرت مواجهات في مدينة القلعة الكبرى المحاذية لسوسة أيضا.

كما اندلعت احتجاجات عنيفة في مناطق عدة بالعاصمة من بينها حي التضامن والملاسين وفوشانة والسيجومي.

وشهدت أيضا الكاف وبنزرت وسليانة شمالي البلاد احتجاجات وأعمال شغب.


وفي سليانة كان شرطي قد أشعل قبل 3 أيام غضب المحتجين بعد أن وجّه ضربة إلى صدر راع بسبب دخول أغنامه مقر الولاية (المحافظة)، وانتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يوثق الحادثة ويظهر توسّل الراعي للشرطي أنه لم يسق أغنامه إلى المقر الحكومي بشكل متعمد.

حظر وإجراءات
يشار إلى أن الاحتجاجات الليلية قد بدأت الخميس، مع انطلاق حظر التّجول الذي أقرته الحكومة، وينتهي الأحد، من الرابعة عصرا حتى السادسة صباحا بالتوقيت المحلي.

والثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة التونسية فرض حظر صحي شامل لمدة 4 أيام اعتبارا من الخميس ضمن حزمة إجراءات لمجابهة تفشي فيروس كورونا المستجد.

وبعد 10 سنوات من الثورة على تفشي البطالة والفقر والفساد والظلم، قطعت تونس طريقا سلسا صوب الديمقراطية، لكن الوضع الاقتصادي ازداد سوءا وسط تردي الخدمات العامة، في وقت أوشكت فيه البلاد على الإفلاس.

المصدر : الجزيرة + وكالات

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.