“إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ”

يقول ابن القيم -: “اتفق السالكون إلى الله على أن النفس قاطعة بين القلب وبين الوصول إلى الرب، وعلى أنه لا يدخل عليه -سبحانه- ولا يوصل إليه إلا بعد قهرها، وتركها، ومخالفتها، والظفر بها، فإن الناس على قسمين: قسم ظفرت بهم أنفسهم فملكتهم، وأهلكتهم؛ فصاروا طوعًا لها تحت أوامرها، وقسم قهروا أنفسهم؛ فملكوها فصارت طوعًا لهم، منقادة لأوامرهم“.

(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)

يروي أنس بن مالك قال: سمعتُ عمر بن الخطاب يوماً و قد دخل حائطاً فسمعتُه يقول ـ : “عمر!! أمير المؤمنين!! بخٍ بخٍ، واللهِ بُنَيّ الخطاب لتتقينّ الله أو ليعذبنّك“.

و كان الأحنف بن قيس عامةُ صلاته بالليل، وكان يجيء إلى المصباح فيضع إصبعه فيه حتى يحسّ بالنّار ثم يقول لنفسه: “يا حنيف! ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعتَ يومَ كذا؟”.

ونُقِل عن توبة بن الصّمة: “أنه جلس يوماً ليحاسب نفسَه فعدّ عمره فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيّامها فإذا هي واحدٌ وعشرون ألفاً وخمسمائة يوم؛ فصرخ وقال: يا ويلتى! ألقى الملك بواحدٍ وعشرين ألف ذنب! فكيف وفي كل يوم عشرة آلاف ذنب؟!”.

(وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)
فعلي الإنسان منا أن يخالف نفسه فهذا عين الصواب

اللهم ارزقنا نفس مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.