يا سيدي يا رسول الله

الدكتور محمد راتب النابلسي

يا سيدي يا رسول الله
يا صاحب الذكرى، يا من جئت الحياة فأعطيت ولم تأخذ،
يا من قدست الوجود كله، ورعيت قضية الإنسان
يا من زكيت سيادة العقل، ونهنهت غريزة القطيع،
يا من هيأك تفوقك لتكون فوق الجميع، فعشت واحداً بين الجميع،
يا من أعطيت القدوة، وضربت المثل، وعبدت الطريق،
يا من كانت الرحمة مهجتك، والعدل شريعتك، والحب فطرتك، والسمو حرفتك،
ومشكلات الناس عبادتك.
يا سيدي يا رسول الله أشهد أن الذين بهرتهم عظمتك لمعذورون، وأن الذين افتدوك بأرواحهم لهم الرابحون، أي إيمان، وأي عزم، وأي مضاء، وأي صدق، وأي طهر، وأي نقاء أي تواضع، وأي حب، وأي وفاء!.
يوم كنت طفلاً يا سيدي يا رسول الله عزفت عن لهو الأطفال، وعن ملاعبهم، وعن أسمارهم، وكنت تقول لأترابك إذا دعوك إلى اللهو: أنا لم أُخلق لهذا.
ويوم جاءتك رسالة الهدى و ُحملت أمانة التبليغ، وقد قلت لزوجتك،
وقد دعتك إلى أخذ قسط من الراحة:
انقضى عهد النوم يا خديجة
ويوم فتحت مكة التي آذتك، وأخرجتك، وكادت لك، وائتمرت على قتلك،
ولقد ملئت راياتك الأفق ظافرة عزيزة، قلت لخصومك بالأمس:
اذهبوا فأنتم الطلقاء
ويوم دانت لك الجزيرة العربية من أقصاها إلى أقصاها و:
(جاء نصر الله والفتح)
[سورة النصر] ودخل الناس :
(في دين الله أفواجاً)
[سورة النصر] صعدت المنبر واستقبلت الناس باكيا،
وقلت لهم باكيا:
من كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليقتد منه،
ومن كنت أخذت له مالاً فهذا مالي فليأخذ منه،
ولا يخشى الشحناء فأنها ليست من شأني، ولا من طبيعتي.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.