واشنطن بوست: تفاصيل عن “العميل الإماراتي” في تركيا.. أكره على التجسس وطلب منه جمع معلومات عن نظام أردوغان والعرب

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا لمراسلها في إسطنبول، كريم فهيم، عن اعتقال السلطات التركية رجلا قالت إنه كان يتجسس لصالح الإمارات العربية المتحدة.

وجاء في تقريره أن المخابرات التركية اعتقلت أردنيا يشتبه بتجسسه للإمارات، في تحرك يظهر التنافس بين الحكومتين والذي يعكس التآمر والعداء العلني.

ويدعى المشتبه به أحمد الأسطل، 45 عاما، وهو من أصل فلسطيني وكان يعمل كصحافي. واعترف بتجسسه لصالح الإمارات ومن المتوقع ظهوره في المحكمة هذا الأسبوع، حسب مسؤول تركي اشترط عدم ذكر اسمه.

وكان الأسطل يتعامل مع مسؤولين عنه لم يعرفهم إلا من خلال ألقابهم، الذين طلبوا منه تقديم تقارير عن التطورات السياسية التركية ومراقبة المعارضين العرب الذين يعيشون في تركيا، حسبما قال المسؤول.

وتتنافس تركيا والإمارات في العديد من المجالات الإقليمية خاصة دعم أنقرة للإسلام السياسي الذي تعتبره الإمارات تهديدا عليها. وبدا التنافس واضحا في ليبيا حيث دعم الطرفان الأطراف المتضادة في الحرب الأهلية.

ويعلق فهيم أن اعتقال الأسطل يمثل المرة الثالثة التي تعلن فيها تركيا وخلال العامين الماضيين عن اعتقال أشخاص يشتبه بتجسسهم لصالح أبو ظبي. وتم اعتقال شخصين في نيسان/ إبريل 2019 قيل إنهما كانا يجمعان معلومات عن الفصائل الفلسطينية في تركيا.

وذكرت الصحافة المحلية أن أحدهما واسمه زكي حسن، مات وهو في الاعتقال، فيما وصفته السلطات بأنه انتحار. وكانت وكالة أنباء “رويترز” قد كشفت يوم الجمعة عن اعتقال الأسطل، لكنها لم تكشف عن اسمه. وجاء بعد أيام من تقارير عن مراقبة تركيا أعداءها المفترضين في الخارج.

وفي الأيام الأخيرة نشرت الصحافة النمساوية أخبارا عن اعتقال مواطن تركي يعيش في فيينا قام بتسليم نفسه إلى السلطات واعترف أنه يعمل لصالح المخابرات التركية التي أمرته بإطلاق النار على سياسي كردي- نمساوي. ونفت تركيا مزاعم الرجل وأنه عمل مع مخابراتها. ولم يرد متحدث إعلامي باسم الإمارات على رسائل للتعليق عن اعتقال الأسطل والاتهامات الموجهة إليه.

وعاش الأسطل في منطقة البحر الأسود في تركيا ولكنه اختفى في أيلول/ سبتمبر حسبما قالت عائلته وزملاؤه الذين خافوا من تعرضه للاختطاف. وقاموا بحملة تهدف إلى إقناع السلطات التركية التحقيق في اختفائه. وقال شقيقه حسام الذي يعيش في غزة، في مقابلة مع الصحيفة، إنه لا يعرف باعتقال شقيقه ولا يصدق أنه كان يعمل لصالح الحكومة الإماراتية مع أنه عاش في الإمارات حتى انتقاله إلى تركيا في 2013. وأكد أن شقيقه اعتبرته الإمارات معارضا بسبب دعمه للإخوان المسلمين و”كيف يمكن اتهامه بهذا الأمر؟”.

لكن النتائج التي توصلت إليها المخابرات التركية واطلعت عليها صحيفة “واشنطن بوست” تقترح أن الأسطل الذي كان يعرف للمسؤولين الإماراتيين عنه بلقب “أبو ليلى” أجبر على التعاون مع المخابرات الإماراتية للتجسس قبل عقد من الزمان. ورفض العمل مع المخابرات في 2008 ولكن وافق بعد ذلك عندما فشل في الفحص الأمني بعد تقدمه لوظيفة، حسبما جاء في التلخيص الأمني التركي. وبعد انتقاله إلى تركيا كلف بـ”التركيز على علاقة تركيا بالعالم الإسلامي والمبادرات في السياسة الخارجية والمحلية”، وطلب منه البحث عن قوة حكومة رجب طيب أردوغان التي نجت من انقلاب في عام 2016 وإن كانت عرضة لانقلاب آخر.

وقام “بنقل المعلومات إلى الإمارات عن الصحافيين والمعارضين العرب في تركيا ممن يمكن تجنيدهم للتعاون مع المخابرات الإماراتية”، بما في ذلك تسجيل لقاءاته مع المعارضين المرتبطين بالإخوان المسلمين.

قام بنقل المعلومات إلى الإمارات عن الصحافيين والمعارضين العرب في تركيا ممن يمكن تجنيدهم للتعاون مع المخابرات الإماراتية

وفي مناسبة واحدة، زار مسؤول أمن إماراتي الأسطل في تركيا، في ربيع 2016. ولكنه كان يتواصل مع المسؤولين عنه من على بعد مستخدما برامج الثرثرة ورسائل من خلال برمجيات على الكمبيوتر ركبها المسؤولون عنه في جهازه الخاص.

وبعد تهديده في معيشته، دفع له المسؤولون عنه 400.000 عن الفترة التي شغلوه فيها معهم. لكن التلخيص التركي لم يكشف عن الطريقة التي اكتشفت فيها المخابرات التركية “العميل الإماراتي”.

وقال المسؤول التركي إن الأسطل كان هاربا لعدة أسابيع قبل القبض عليه. ويقول فهيم إن التهديد للمعارضين العرب في تركيا ظهر من خلال مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده عام 2018. ولكن تركيا التي شجبت التدخل الأجنبي على أراضيها كانت محلا للتدقيق من خلال الحالة النمساوية، وتسليم التركي البالغ من العمر 53 عاما واسمه فياض أوزتيرك نفسه للمخابرات النمساوية في أيلول/ سبتمبر.

وقال إنه كان عميلا للمخابرات التركية وأمر بقتل المعارض الكردي أيغيل بيريفان أصلان الذي كان ناقدا للحكومة التركية. وتم الكشف عن أوزتيرك أول الأمر في تقرير موقع “زاك زاك” وصحيفة “نيويورك تايمز”. ونفى السفير التركي في فيينا أوزان شيهون أن أوزتيرك على علاقة مع المخابرات التركية وتركيا.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.