أذربيجان وأرمينيا قبل أردوغان ومع أردوغان

منذ 30 عاما لم يكن أردوغان في الحكم، هاجمت أرمينيا أذربيجان (الآذريون مسلمون أتراك أيضا)، استقوى الأرمن وقتها بالروس، وحاول الآذريون الاستعانة بالأتراك لكنهم خذلوهم، حتى قيل إنهم طلبوا منهم في النهاية فقط 5 مروحيات لنقل الجرحى لكنهم أيضا لم يلبوا الطلب.
كانت النتيجة أن الآذريين خسروا الحرب واحتلت أرمينيا إقليما آذريا كاملا هو إقليم ناجورنو كاراباخ ومساحته تزيد على نصف مساحة دولة قطر، وهو يمثل تقريبا خمس أذربيجان، وهو غني للغاية بمناجم المعادن الثمينة كالذهب.
قتل في الحرب 30 ألف آذري مسلم مدني (خلاف العسكريين) واضطر عدد مهول من الآذريين المدنيين العزل للهجرة من الإقليم بدون متاع خوفا من الأرمن المتوحشين.
وصال الأرمن وجالوا في الإقليم المحتل، وطبعا صار الأرمن فيه أغلبية بل وأعلنوا جمهورية مستقلة فيه (لم يعترف بها أي أحد ولا حتى أرمينيا) وتطاولوا على أذربيجان عدة مرات، حتى ما كان منهم من بضعة أسابيع إذ أعادوا التحرش بأذربيجان بل وأعلنوا الحرب عليها (يتردد أن هذا كان بتحريض من أعداء أردوغان في الخليج، لتشتيته في أكثر من جبهة) ولكن كانت المفاجأة المذهلة للجميع، فقد أعلنت تركيا في الساعات الأولى دعمها الكامل لأذربيجان ضد العدوان عليها من قبل الأرمن، أما في الميدان فيبدو أن الجيش الآذري كان ينتظر هذه الشرارة لإطلاق عملية عسكرية كبرى لا تنتهي قبل تحرير كامل التراب الآذري، واستعادة ناجورنوكاراباخ كاملة.
فقبل الحرب كانت تركيا الأردوغانية تدرب جيش أذربيجان وتمده بما يحتاجه، حتى إنها أمدته ب146 طائرة بدون طيار، أتدرون لماذا هذا العدد؟ لأن تركيا قبل أردوغان سلمت 146 آذريا للروس.
وما أن اندلعت الحرب، حتى انطلقت الطائرات المسيرة الآذرية في سماء المعركة لكي تدمر أي طابور عسكري أرمني، ومن ثم صارت تستهدف أي دبابة أو مدرعة ولو منفردة، بل رأيت فيديوهات لاستهداف جنود أرمن مترجلين قد لا يصل عددهم للعشرين وغدا (ما شاء الله طائرات كثيرة)، وعلى الأرض تتقدم القوات البرية الآذرية بسرعة في الإقليم المحتل.
الآن يستنجد الأرمن بكل الدنيا عندما واجهتهم النيران الآذرية الغير مسبوقة، حتى إنهم طلبوا تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك مع الروس الذين ردوا بأن الحرب ليست في أرمينيا بل هي في أذربيجان فلن نتدخل، فالجميع يعلم من هو الأسد الذي يقف مع أذربيجان ويتجنب إغضابه ما استطاع، وكل هدف الأرمن حاليا وقف النار للحفاظ على احتلالهم لما تبقى من الإقليم، لكن الآذريين في عجلة من أمرهم لإتمام تحرير الإقليم المحتل، أسأل الله أن يوفقهم لذلك قريبا.
أردت فقط أن يعلم الناس كيف أحدث أردوغان -حفظه الله- فرقا.
وغني عن البيان أن الرئيس أردوغان -حفظه الله- غير معصوم، وأن الأتراك ليسوا الصحابة ولا التابعين، لكن هذا ما غيروه في بضع عشرة سنة مع هذا الرئيس أدامه الله علينا.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.