كاتب البريطاني: يتوقع انهيار اتفاق المصالحة بين حركتي “حماس”و “فتح”

توقع محرر “ميدل أيست آي”، الكاتب البريطاني المعروف ديفيد هيرست انهيار اتفاق المصالحة بين حركتي “حماس” و”فتح”، مشيرا إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لا يزمع تطبيقها على الأرض، وإنما استخدامها لتحسين مكانته القانونية لإستمرار الحصول على الدعم المالي من قبل الإتحاد الأوروبي.

وقال هيرست في مقال له بعنوان “فتح وحماس.. إلى أين؟!”، نشر في موقع “ذي هافينغتون بوست” إنه “نظراً لأن الثقة بين المعسكرين معدومة تماماً، فإن صفقة المصالحة هذه سرعان ما ستؤول إلى ما آلت إليه سابقاتها: سوف يسدل الستار عليها من خلال حدوث تغيير في البيت الأبيض بداية نوفمبر القادم وهو فوز مرشح الديمقراطيين للرئاسة جون بايدن ، الأمر الذي يحلم به عباس ليستبدل المصالحة والعودة للمفاوضات مع إسرائيل .

وأعرب عن اعتقاده بأن “حماس” لديها إستراتيجية واضحة وهي تحقيق المصالحة دون تردد، وأنها في وضعها الحالي دون تحريك ملف المصالحة فلن تحصل على شرعيتها القانونية والتخلص من عبء المصروفات الحكومية في ظل عمليات التضييق والحصار المالي التي تشتد صعوبته يومياً.

ويلفت هيرست إلى أن عباس لديه قرار كبير وهو عدم منح حماس أي شرعية، والذي يجري الآن في اسطنبول والدوحة جزء من مناورات اعتاد على تنفيذها لاغاظة حلفائه التقليديين من الدول العربية وخذلانه وتوقف عجله المفاوضات مع إسرائيل.

وأن عباس سيواصل سجن أبناء حماس في الضفة الغربية وسيستمر في إغلاق جمعياتها، ومتابعة التنسيق الأمني مع إسرائيل، وسيواصل حرمان موظفي الحكومة السابقة بقطاع غزة من حقوقهم.

ويتابع: ” أن عباس ينظر إلى المصالحة الحالية كفرصة للخروج من الأزمة المالية والتي زادت بعد قطع المساعدات الأمريكية عنه وتداعيات جائحة كورونا التي أنهكت الاقتصاد الفلسطيني المنهار أصلاً.

ويعتقد الكاتب بأن رئيس المكتب السياسي في الحركة اسماعيل هنية مقتنع تماما بضرورة الوحدة الفلسطينية، مشيرا إلى أنه ترك موقعه في الحكومة العاشرة لإفساح المجال لحكومة وحدة لأخذ دورها.

وينوه هيرست إلى أن هنية يهدف من خلال السماح للسلطة الفلسطينية بتولي مسؤولياتها الحكومة بالتوافق مع كافة الفصائل الفلسطينية وفق تفاهمات الأمناء العامون في بيروت مؤخراً، والتفرغ لمواجهة المخاطر الكبرى كخطة الضم وصفقة القرن ومشروع التطبيع.

ويوضح أن توجه عباس لإبرام اتفاق المصالحة قد يكون محاولة لمنع عودة نفوذ محمد دحلان الذي تدعمه الإمارات العربية، والذي يرى فيه عباس شبحاً سيخطفه من على كرسيه في يوم وليلة.

ويشير هيرست إلى أن فشل مشروع عباس “حل الدولتين” أوصله إلى طريق مسدود، وعليه فإنه “إذا ما اختفى من المشهد؛ ،فإن فتح ستنحر نفسها بنفسها نظراً إلى مكوناتها القبلية والصراعات الداخلية المتفاقمة بين قيادات المركزية وقادة الأجهزة الأمنية. فعباس هو آخر زعيم من أبناء جيله يمثل منظمة فتح التاريخية”.

ويختم هيرست مقاله بلفت الأنظار إلى أن “حماس” في تلك الحالة، ستكون في وضع أفضل من “فتح” يؤهلها لأن تتحرك باتجاه تحقيق هدفها السياسي الأهم، ألا وهو تزعم منظمة التحرير الفلسطينية. ولذا، فإنه “قد يكون احتضان حماس لحكومة الوحدة الوطنية وتحقيق الشراكة الوطنية مع فتح قراراً حكيماً على المدى البعيد. إلا أنها، كما هو الحال دوماً، ستواجه في طريقها عوائق ليست باليسيرة على المدى القريب”.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.